المصدر / وكالات - هيا
يدلي الناخبون الألمان اليوم الأحد بأصواتهم في انتخابات تشريعية متقاربة الفرص يشكل فيها الحزب الديمقراطي الاشتراكي المنتمي ليسار الوسط تحديا كبيرا للمحافظين الذين يستعدون لفترة ما بعد أنغيلا ميركل.
وتتولى ميركل السلطة منذ 2005 لكنها تعتزم الاستقالة بعد الانتخابات مما يجعل التصويت حدثا محوريا في مسار أكبر اقتصادات أوروبا.
ويعني تقارب النتائج دخول الأحزاب الرائدة في مشاورات مع بعضها البعض قبل الشروع في مفاوضات رسمية لتشكيل ائتلاف قد تستغرق شهورا وهو ما يبقي ميركل (67 عاما) في السلطة لتصريف الأعمال.
وفي السياق، صرح مرشح المحافظين آرمين لاشيت في تجمع انتخابي بمدينته آخن وهو يقف إلى جوار ميركل، بأن تشكيل تحالف يساري يقوده الحزب الديمقراطي الاشتراكي مع حزب الخضر وحزب لينكه سيزعزع استقرار أوروبا.
وقال لاشيت (60 عاما) "إنهم يرغبون في إخراجنا من حلف شمال الأطلسي، ولا يريدون هذا الحلف. إنهم يريدون جمهورية أخرى.. لا أريد أن يكون ليكنه في الحكومة المقبلة"، وفق ما نقل موقع (فرانس 24).
وينافس لاشيت في الانتخابات أولاف شولتز مرشح الحزب الديمقراطي الاشتراكي ووزير المالية في ائتلاف ميركل الذي فاز بكل المناظرات التلفزيونية الثلاث لأبرز المرشحين. ولم يستبعد شولتز (63 عاما) التحالف مع حزب ليكنه لكنه قال إن عضوية حلف الأطلسي خط أحمر لحزبه.
ويشير المشهد السياسي إلى احتمال تشكيل ائتلاف ثلاثي. ومنحت أحدث استطلاعات لآراء الناخبين الحزب الديمقراطي الاشتراكي تقدما بفارق ضئيل لكن المحافظين ضيقوا الفجوة في الأيام الأخيرة ولم يحسم العديد من الناخبين آرائهم بعد.
وتشير أقرب السيناريوهات إلى أن الفائز من الحزب الديمقراطي الاشتراكي، وتحالف حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي سيشكل ائتلافا مع الخضر وحزب الديمقراطيين الأحرار.
وتتركز أنظار الدول الأوروبية المجاورة لألمانيا على هذا الاستحقاق الانتخابي، حيث إن تأثير برلين على سير شؤون الاتحاد الأوروبي يعتبر أمرا حاسما.
وقادت المستشارة ألمانيا بمهارة خلال الأزمات التي شهدتها ولاياتها الأربع، من أزمة اليورو إلى جائحة فيروس كورونا، مرورا بتدفق اللاجئين السوريين والعراقيين في 2015. لكن عدد الملفات المطروحة على جدول أعمال الحكومة المقبلة كثيرة، ومنها التأخر الرقمي الذي تعاني منه الإدارة والشركات، الانتقال البيئي، شيخوخة السكان، التفاوتات وتحديد السياسة المتبعة حيال الصين وروسيا.
هذا واستغرق الأمر في 2017 خمسة أشهر لتشكل ألمانيا ائتلافا وتبدأ الحكومة الجديدة العمل.