المصدر / وكالات - هيا
قالت وكالة الأنباء العراقية إن تحقيقا بدأ للكشف عن ملابسات المواجهات التي وقعت في بغداد أمس الجمعة وأدت إلى سقوط قتيل على الأقل وعشرات الجرحى، على خلفية الاحتجاج على نتائج الانتخابات التشريعية.
ونقلت الوكالة عن قيادة العمليات المشتركة في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت، أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أمر "بتشكيل لجنة تحقيق عليا ضمت في عضويتها أمن الحشد الشعبي للنظر في الأحداث المؤسفة التي شهدتها تظاهرات أمس الجمعة".
وقالت قيادة العمليات إن "اللجنة باشرت تحقيقاتها فور صدور الأمر للكشف عن الملابسات والتداعيات التي أدت إلى سقوط شهداء وجرحى من المتظاهرين والقوات الأمنية"، لكنها لم تذكر عدد الضحايا.
وأضافت "المقصرون سيقدمون أمام المساءلة القانونية لتقصيرهم ومخالفتهم أوامر القائد العام الصريحة التي أكدت على عدم إطلاق الرصاص الحي تحت أي ظرف كان".
وأمر الكاظمي بدفع تعويضات للضحايا، وقرر القيام شخصيا بالإشراف المباشر على سير التحقيق.
وقد وردت أنباء عن سقوط قتيل على الأقل بين المتظاهرين خلال المواجهات التي وقعت وسط العاصمة، كما جرح العشرات.
ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن مصدر طبي من دائرة صحة الكرخ في بغداد قوله إن "مستشفيات جانب الكرخ سجلت مقتل متظاهر متأثرا بإصابته بالرصاص خلال الاحتجاجات قرب الجسر المعلق".
في الأثناء، تحدثت وزارة الصحة العراقية في بيان عن إصابة "125 شخصا بجروح، بينهم 27 من المدنيين، والباقين من القوات الأمنية"، وأضافت أن "أغلب الإصابات بسيطة إلى متوسطة ولم تسجل أي إصابة بطلق ناري، كما لم تسجل أي وفاة".
شرارة المواجهات
واندلعت المواجهات بين قوى أمنية ومتظاهرين مناصرين لفصائل عدة معترضة على نتائج الانتخابات، وذلك عندما حاول المحتجون اقتحام المنطقة الخضراء المحصنة في وسط العاصمة.
وقالت مصادر أمنية لوكالة رويترز إن الشرطة استخدمت الغاز المدمع وأطلقت الرصاص في الهواء عندما رشقها عشرات المحتجين بالحجارة وحاولوا الوصول إلى المنطقة الخضراء التي تضم المباني الحكومية والسفارات الأجنبية.
وهذه أول مواجهات عنيفة بين قوى الأمن ومناصري تلك الفصائل التي خسرت عشرات المقاعد بمجلس النواب في الانتخابات التي أجريت في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر في كتائب حزب الله، أحد فصائل الحشد الشعبي، اتهامه قوات الأمن بإضرام النار في خيام المعتصمين المعترضين على نتائج الانتخابات أمام مداخل المنطقة الخضراء.
في المقابل، نقلت الوكالة عن مصدر أمني قوله إن المتظاهرين و"غالبيتهم من مناصري كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق"، وهما من الفصائل الأكثر نفوذا في الحشد الشعبي -الذي يشكل جزءا من القوات الحكومية- بإغلاق "3 من أصل 4 مداخل للمنطقة الخضراء"، و"حاولوا اقتحام المنطقة الخضراء من جهة قريبة من وزارة الدفاع، وقاموا برمي الحجارة، لكن تم ردعهم من قوة مكافحة الشغب".
ولم تصدر بعد النتائج النهائية الرسمية للانتخابات التشريعية، إذ لا تزال المفوضية العليا للانتخابات في المراحل الأخيرة لإعادة فرز الأصوات بناء على طعون قدمت لها، قبل رفعها للمحكمة المختصة وإعلان النتائج النهائية.