المصدر / وكالات - هيا
على الرغم من التفاؤل الذي يبديه المشاركون في المفاوضات النووية التي انطلقت أمس الاثنين في فيينا، من أجل إعادة إحياء الاتفاق الموقع بين إيران والغرب عام 2015، إلا أن العديد من الدبلوماسيين يبدون تشاؤما خلف الكواليس، مدركين أن الجولة السابعة قد تطول دون أن توصل إلى نتائج بناءة.
ولعل هذا ما ألمح إليه منسق المفاوضات في الاتحاد الأوروبي، الدبلوماسي الأوروبي إنريكي مورا أمس، لافتا إلى أن تلك الجولة "مفتوحة" بمعنى أنها قد تستمر طويلا لحاجة الوفود إلى العودة إلى العواصم من أجل التشاور قبل استكمال النقاش في العاصمة النمساوية.
بدوره، أكد المندوب الروسي، ميخائيل أوليانوف، أن العملية التفاوضية "لن تكون سهلة".
كما أوضح أن "الخلافات خاصة بين إيران والأطراف الغربية لا تزال كبيرة بشأن العديد من النقاط. لكن المناقشات التي تمت الاثنين ومحادثاتنا المنفصلة مع المبعوث الأميركي الخاص روبرت مالي أظهرت أن الجميع بدون استثناء عازمون على تحقيق نتيجة إيجابية".
أما جدول أعمال المناقشات على طاولة التفاوض اليوم الثلاثاء، فمحصور بالعقوبات!
فقد كان مورا واضحا أمس حين أعلن أن المناقشات اليوم تتركز على العقوبات، على أن تناقش النشاطات النووية الإيرانية غدا الأربعاء.
تركيبة الوفد والعقوبات!
وتتمسك طهران بمسألة رفع العقوبات كهدف أساسي من العودة إلى طاولة التفاوض، وقد أكدت ذلك أكثر من مرة على لسان العديد من المسؤولين بدءا من وزير الخارجية مرورا بمساعده، وصولا إلى رئيس الوفد المفاوض في العاصمة النمساوية.
ولعل تركيبة الوفد الإيراني الجالس في فيينا، لمؤشر كبير أيضا على الأهمية الاقتصادية التي توليها حكومة ابراهيم رئيسي المتشدد، لمسألة رفع العقوبات الأميركية التي فرضت على البلاد وعلى العديد من القطاعات فيها، منذ انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق عام 2018.
إذ تألف الوفد الذي شارك في المناقشات أمس الاثنين من كبير المفاوضين علي باقري، ووزيري الشؤون الاقتصادية والقانونية، فضلا عن نائب محافظ البنك المركزي، ونائب وزير الاقتصاد، ونائب وزير النفط، بالإضافة إلى المستشار الاقتصادي لنائب الرئيس الإيراني، ومحافظ البنك المركزي السابق، بحسب ما أفادت عدة وسائل إعلام إيرانية وعالمية.
ما دفع أوليانوف نفسه للتعلق على تلك التركيبة، قائلا بتغريدة على حسابه على تويتر :"تركيبة الوفد الإيراني الجديد في محادثات فيينا، مثيرة للإعجاب! أعتقد أنها تفسر كدليل على النوايا الجادة".
فيما كررت واشنطن أن الهدف من المحادثات العودة الإيرانية للاتفاق النووي والالتزام ببنوده. فقد شددت جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض مساء أمس الاثنين، على أن هدف الولايات المتحدة هو عودة طهران للالتزام الكامل بالاتفاق.
كما أكد متحدث باسم الخارجية الأميركية، في رد على سؤال من مراسلة العربية/الحدث في واشنطن أمس، أن "المفاوضات لن تنجح إذا أصّرت طهران على طلب رفع العقوبات المفروضة عليها، دون امتثالها للاتفاق النووي".
يذكر أن 6 جولات من المحادثات عقدت منذ أبريل الماضي (2021) قبل أن تتوقف في يونيو قبيل الانتخابات الرئاسية في إيران، دون أن تحرز توافقا على كامل البنود، رغم التفاؤل الذي كان مسيطرا حينها، ورغم حل عدد لا بأس به من العقد، إلا أن مسألة العقوبات عادت هذه المرة وبقوة إلى الطاولة من قبل حكومة رئيسي، التي تتمسك بها شرطا لأي خطوة أخرى.