المصدر / وكالات - هيا
يُجري جيش الاحتلال الإسرائيليّ والجيش الأمريكيّ هذا الأسبوع مناورة “سايبر” مشتركة على الأراضي الأميركية، وفق ما نقلته صحيفة (يسرائيل هايوم) العبريّة اليمينيّة عن مصادر أمنيّةٍ في تل أبيب. يُشار إلى أنّ (سايبر) هو مصطلح درج استخدامه لوصف الفضاء الذي يضم الشبكات المحوسبة وشبكات الاتصال والمعلومات وأنظمة التحكّم عن بعد، وتختلف استخدامات السايبر من دولة لأخرى وفقا لأولويات الدول: فهناك السايبر المدني الأمني والاستخباراتي. ويتكوّن السايبر من ثلاثة مكوّنات: الأجهزة، البرمجيات الرقمية وطاقم المطوّرين والمبرمجين.
وفي إطار المناورة، قالت المصادر الإسرائيليّة للصحيفة العبريّة، وصل إلى الولايات المتحدة مسؤولون ممّا يُسمى لواء الدفاع السيبراني في شعبة الاتصالات والحوسبة في الجيش الإسرائيليّ، فيما من المتوقع أنْ يتدربوا هناك على الدفاع السيبراني مع قيادة “السايبر” الأمريكيّة، كما أكّدت المصادر.
ولفتت الصحيفة في تقريرها إلى أنّ المسؤولين في جيش الاحتلال الإسرائيليّ لم يرغبوا في الكشف عن مزيد من المعلومات حول المناورة لكن من المفترض، بحسب الصحيفة، أنّ قرار القيام بالتدريب المشترك قد تم اتخاذه في ضوء التهديدات السيبرانية المتزايدة إذ يكاد لا يمر يوم لا تتعرض فيه الهيئات والمؤسسات التجارية والوطنية في كيان الاحتلال لهجوم سيبراني وسط التكتم عن معظم الهجمات في وسائل الإعلام بسبب قلة الاهتمام العام.
وقد تمّ تنفيذ هجوم سايبر غير عادي على خوادم في كيان الاحتلال، وجرت في الأشهر الأخيرة هجمات ومحاولات لهجمات سايبر مقلقة للدولة العبريّة، كان من بينها على مستشفى “هلل يافة” في الخضيرة وعلى شركة التأمين “شيربيت” وحتى على البنية التحتية للمياه في المدن.
وفي السياق عينه، قال مدير اتحاد الإنترنت الإسرائيليّ، ومُقيّم الشبكة لحماية الخصوصية، يورام كوهِن، إنّ إسرائيل نجحت في حماية البنى التحتية الحساسة من هجمات السايبر، لكنها فشلت في حماية المواطن، على حدّ تعبيره.
بدوره، لفت رئيس مجال السايبر في معهد حولون التكنولوجي HIT، وأحد مؤسسي جهاز السايبر في “الشاباك”، الدكتور هرئِل مِناشري، إلى أنّ “المهاجمين يحاولون ممارسة كيّ وعي بتوجههم إلى المتضررين من أجل إعادة المعطيات التي سرقوها في مقابل فدية”.
وحذّر مِناشري من أنّ “إيران تعمل بواسطة أجهزة سايبر حرس الثورة ووزارة الاستخبارات من منظورٍ استراتيجيٍّ، بهدف إلحاق الضرر بمنظومات بنى تحتية (مياه، طاقة، وما شاكلهما)، وإلحاق الضرر بالقطاع المالي لإسرائيل وجمع معلوماتٍ استخبارية”، على حدّ تعبيره.
وأشار معلّقون في الإعلام العبريّ إلى وجود معركة سايبر كاملة تجري في الكواليس بين إسرائيل وإيران، وتتم أحيانًا “عبر مبعوثين موجَّهين ومدربين على يد حرس الثورة الإيرانيّ”، على حدّ تعبيرهم.