المصدر / وكالات - هيا
حالة من التعاطف والجدل، أحاطت بالرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، الذي يسعى بكل ذكاء وبراعة، مستغلًا كونه الممثل الكوميدي السابق، الذي يعلم كيف يمكن أن يُسلط الأضواء عليه، ومتى يجب أن يختفي، متى يبكي ومتى يزأر كأسد يحمي عرينه، فعلى الرغم من الفشل السياسي والعسكري، إلا أنه ناجح إلى حد الإبهار في كسب التعاطف.
المظهر الحزين والملامح الذابلة
بدأت أولى خطوات التعاطف مع الرئيس الأوكراني، حين تعمد أن يطلق لحيته ويحافظ على الزي ذاته دون تغيير، ويُمحي الابتسامة من فوق جبينه، فهو صاحب الأرض المغتصبة والتي يُجري عليها حاليًا عمليات عسكرية قوية، بغض النظر عن أحقية أي من الطرفين.
وبحسب ما نشرته «سكاي نيوز» عربية، منذ أن انطلقت المعركة العسكرية على الأراضي الأوكرانية، وتخلى زيلينسكي عن المظهر الرسمي، مكتفيًا بارتداء قميص باللون الكاكي «لون الملابس العسكرية»، كما أنه لم يكتف بذلك، بل اعتمد على أشكال أخرى لكسب التعاطف منها، الصوت الذي يحمل نبرة الانكسار، الحديث الذي ينغمس بطعم خيبة الأمل، الإصرار على إظهار تمسكه المستمر بالتواجد في بلاده ورفض عروض تهريبه.
زيلينسكي ينجح في تطويع التعاطف لصالحه
ورأى الكثير من المتابعين لتلك الأزمة، ولأخبار الرئيس الأوكراني، أن زيلينسكي يخوض تلك الحرب بعدة أسلحة، ليس المادية منها فقط، بل أيضاً تلك الإنسانية والمعنوية، مستخدمًا كل مهاراته كممثل متقن، فتعبيرات وجهه ونبرة صوته ونظرة عينه ومظهره، عوامل أساسية في كسب تعاطف العالم تجاه أوكرانيا، مشيرين إلى أن تلك الإنسانيات كانت سببا كبيرًا في إجبار أوروبا وأمريكا على التحرك سريعا لوضع حلول لتلك الأزمة وربما ستدفعهم مستقبلًا للجلوس على طاولة واحدة مع روسيا، بسبب الضغط الشعبي الذي تواجه تلك الدول، وفقا لـ«سكاي نيوز».
كلمة زيلينسكي أمام الكونجرس
جاءت كلمة الرئيس الأوكراني زيلينسكي أمام الكونجرس الأمريكي، دليلًا واضحًا على تلك السياسة التي يتبعها الرئيس، خاصة عندما قرر أن يظهر أمامهم مرتديًا قميصا ذاته ومحافظًا على الروح الحزينة والخطاب التعاطفي، ما دفع البعض للهجوم ضده فيما تعاطف الآخرون معه، بحسب «سكاي نيوز» عربية.
وانتقد سمسمار البورصة الأمريكية وكبير الاقتصاديين، بيتر شيف، عبر حسابه الرسمي بتويتر، زيلينسكي، مطالبًا منه أن يبعد قليلًا عن مظهر المنكسر وأن يحترم الكونجرس ويلتزم بالزي الرسمي.
إلا أن تصريحات شيف، قوبلت بالعديد من الانتقادات من السياسيين والفنانين الأمريكيين الذي أكدوا أن الظروف التي تمر بها أوكرانيا حاليًا، هي الأهم عند ذلك الرئيس الذي لم يعد يهتم بشيء سوى بأزمة بلاده، وهنا تنجح سياسة الرئيس الأوكراني، وفقًا للموقع.