المصدر / وكالات
أجبر متظاهرون غاضبون اندسوا بالآلاف بين مؤيدي المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى إلغاء مهرجان انتخابي في جامعة الينوي في مدينة شيكاغو، حيث كان من المفروض أن يخاطب ترامب مؤيديه وسط حالة من الفوضى والهلع التي سادت القاعة أمام كاميرات التليفزيون وتعليق الصحافيين المذهولين.
واشتبك المؤيدون والمحتجون بالأيدي مما اضطر ترامب إلى إلغاء المهرجان بينما سارع المعلقون إلى وصف هذا الاستقطاب وكأنه مشهد من العنف الذي هز شيكاغو عام 1968.
ووجه البعض اللوم إلى ترامب بسبب خطاب الكراهية الذي يوجهه في كل مهرجاناته ضد الأقليات ومنها التصريحات الأخيرة ضد المسلمين مما دفع بمنظمات المجتمع المدني والتحالفات الطلابية الليبرالية إلى تنظيم الاحتجاج ضده.
واندفعت عناصر من الشرطة إلى قاعة المهرجان لتفريق المشتبكين، الأمر الذي استغرق أكثر من عشرين دقيقة، ورأى كثيرون أن أجواء مسممة بدأت تتسرب إلى أهم عملية انتخابية أميركية وهي التصفيات الحزبية لاختيار المرشح الرئاسي بسبب ما يوصف بتصريحات ترامب النارية ومزاجه الذي لا يصلح لقيادة الدولة برأي كثيرين.
وتعرض ترامب لانتقادات كبيرة بسبب تشجيعه لطرد المتظاهرين من مهرجاناته الانتخابية وحتى استخدامه تعبيرات تشجع على ضرب ولكم المحتجين وهذا ما حدث بالفعل في آخر حملاته الانتخابية حيث قام رجل أبيض بلكم متظاهر أسود، وقامت الشرطة لاحقا بتوجيه اتهام له باستخدام العنف وهي جريمة يعاقب عليها القانون.
ويخشى البعض من انجرار البلاد نحو العنف بين مؤيديه ومعارضيه الذين يبدو بأنهم مستعدون لاستخدام أي طريقة لمنعه من الحديث أمام مؤيديه.
وبدأ المحللون بطرح جميع السيناريوهات في أعقاب هذه الحادثة خوفا من تكرارها، و حتى رأى البعض أن الاستقطاب قد يغير بشكل دراماتيكي من حجم التأييد الذي يلقاه ترامب وقد يفقده الترشح في النهاية لأن الأميركيين يرون صوره مصغرة على شاشات التلفزيون بما يمكن أن يحصل في البلاد إذا حصل ترامب على الترشح أو فاز بالرئاسة.
ورأى آخرون أن اللوم يقع على المتظاهرين الذي منعوا من إجراء ديمقراطي، وقال المتحدث باسم شرطة شيكاغو بأن الشرطة لم تعتقل أحدا ولم يصب أحد، لكن المحتجين عبروا عن اغتباطهم بمنع ترامب من الحديث.
ومن المعروف أن جامعة الينوي تضم إثنيات متعددة لا تؤيد ترامب بينما أدان مؤيدوه الطرف الآخر لإجبارهم ترامب على إلغاء حملته الانتخابية وهو إجراء غير ديمقراطي حسب ما قال شاهد عيان لمحطة أميركية. وهناك تخوف من أن تتكرر هذه الحادثة في كل مهرجانات ترامب القادمة لكن بنتائج قد لا يتنبؤ بها أحد.