المصدر / وكالات - هيا
خمسة وثلاثون يوماً تمر، اليوم الأربعاء، منذ أن انطلقت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، مخلفة دمارا كبيرا بالمدن الأوكرانية جراء القصف الروسي، إضافة إلى سقوط مئات القتلى والجرحى، وتشريد الآلاف من الأوكرانيين.
وفي آخر التطورات الميدانية، تعرضت تشيرنيهيف في شمال أوكرانيا لقصف "طوال الليل"، كما أعلن حاكم المدينة رغم إعلان موسكو أنها ستقلص نشاطها العسكري في هذه المنطقة. وأعلن فياتشيسلاف تشاوس على "تليغرام "أن "تشيرنيهيف تعرضت للقصف طوال الليل" بالمدفعية والطيران، موضحا أن بنى تحتية مدنية دمرت، وأن المدينة لا تزال بدون كهرباء أو ماء.
كما قال حاكم منطقة لوغانسك بشرق أوكرانيا سيرغي غايداي على "تليغرام"، إن مدفعية ثقيلة قصفت مناطق سكنية في مدينة ليسيتشانسك صباح اليوم الأربعاء. وقال: "تضرر عدد من المباني الشاهقة. يجري التحقق من المعلومات بشأن الضحايا.. انهار كثير من المباني. يحاول رجال الإنقاذ إنقاذ أولئك الذين ما زالوا على قيد الحياة".
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها دمرت مستودعات وقود كبيرة في مقاطعة خميلنيتسكي بغرب أوكرانيا، كانت تستخدم لتوفير الوقود للمركبات المدرعة للقوات الأوكرانية في دونباس.
وأوضح المتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، في إفادة صحافية، أن مستودعات الوقود استهدفت بصواريخ عالية الدقة تم إطلاقها من الجو، كما تم إسقاط طائرة من طراز "سو-24" تابعة لسلاح الجو الأوكراني خلال معركة جوية في مقاطعة ريفني بالقرب من الحدود الأوكرانية البيلاروسية، فيما دمرت الدفاعات الجوية الروسية 10 طائرات أوكرانية بدون طيار في أنحاء البلاد خلال يوم.
وأشار إلى أن القوات الجوية الروسية والصواريخ التكتيكية أصابت 64 منشأة عسكرية في أوكرانيا خلال آخر 24 ساعة.
وقال نائب حاكم كييف، إن دوي القصف كان مسموعا خارج كييف طوال الليل، لكن العاصمة الأوكرانية نفسها لم تتعرض للقصف من القوات الروسية. كما أفادت السلطات الأوكرانية أن القصف الروسي استهدف أمس منشآت صناعية في منطقة خميلنيتسكي.
يأتي ذلك فيما ذكرت وزارة الدفاع البريطانية، أن الوحدات الروسية تعرضت لخسائر كبيرة في أوكرانيا وتراجعت إلى بلاروسيا لإعادة تنظيم صفوفها، مشيرة إلى أن روسيا ستناور وتركز في الفترة المقبلة على القصف المدفعي والصاروخي.
وعقب تحقيق تقدم في محادثات السلام في اسطنبول أمس، أعلنت روسيا أمس، أنها ستخفّض عملياتها العسكرية في كييف وتشيرنيهيف، مشيرة إلى أن خفض عملياتها القتالية في أوكرانيا يهدف لتهيئة أجواء مناسبة للمفاوضات، وأن القوات الروسية ستركز على تحقيق الهدف الرئيسي وهو تحرير إقليم دونباس، إلا أن البنتاغون شكك في ذلك الإعلان.
وقال البنتاغون إن روسيا أعادت تموضع "عدد قليل" من قواتها قرب كييف، لكنها لم تنسحب وربما تتحضر للقيام بـ"هجوم كبير" في مكان آخر من أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي "نشهد عدداً صغيراً (من الجنود الروس) يبدو أنهم يبتعدون الآن عن كييف، في اليوم نفسه الذي قال فيه الروس إنهم ينسحبون" من هناك.
وكان كيربي يتحدث بعد ساعات فقط من إعلان نائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فورمين، أن روسيا ستقلص عملياتها العسكرية باتجاه كييف ومدينة تشرنيهيف الشمالية.
وتابع كيربي أن "روسيا فشلت في هدفها بالاستيلاء على كييف"، لكن "هذا لا يعني أن التهديد المحيط بكييف قد انتهى".
وقال "لسنا مستعدّين لتسمية هذا تراجعاً أو حتى انسحاباً"، موضحاً "نعتقد أن ما يدور في أذهانهم على الأرجح هو إعادة التموضع لتعزيز موقع آخر".
وأضاف "كان هناك تزايد في النشاط الهجومي" من قبل القوات الروسية في منطقة دونيتسك الانفصالية.
وفي الوقت الذي أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو تحقيق أهداف المرحلة الأولى للهجوم الذي بدأ في الـ 24 من فبراير الماضي، أعلنت السلطات الأوكرانية استعادة ضاحية إيربين، لكنها مدمرة بالكامل.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أفادت، أمس الثلاثاء، بتدمير قاعدة أوكرانية رئيسية للتزود بالوقود في منطقة ريفن، مؤكدة تدمير 68 منشأة عسكرية أوكرانية، و3 مسيرات خلال يوم واحد، مشيرة إلى مقتل نحو 600 من المرتزقة الأجانب في أوكرانيا خلال الأسبوعين الماضيين.