المصدر / وكالات - هيا
نبدأ عرض الصحف البريطانية من تقرير لجاستن هاغلر في التلغراف، بعنوان "رجب أردوغان: السلطان المرتقب يعد بالسلام بينما طائراته بدون طيار تحدث الدمار في أوكرانيا".
ويقول الكاتب في مطلع مقاله إنه "ربما تكون طائراته بدون طيار قد أحدثت بالفعل دمارا في أوكرانيا، ودمرت القوافل الروسية وقضت على وحدات بأكملها، لكن الرئيس رجب طيب أردوغان سيحاول القيام بدور مختلف في الصراع ويستضيف محادثات السلام في اسطنبول" الثلاثاء.
ويضيف "في ظاهر الأمر، قد يبدو أردوغان صانع سلام غير محتمل. إنه رجل قوي من قالب فلاديمير بوتين نفسه، وقد خاض مواجهات مع الزعيم الروسي في الماضي، ليس أقلها عندما أسقطت تركيا طائرة عسكرية روسية فوق سوريا في عام 2015".
"لكن تركيا في وضع فريد كوسيط، فهي عضو قديم في الناتو ومؤخرا حليف حذر لروسيا في سوريا"، يوضح الكاتب ويذكر "حتى أن أردوغان ادعى أنه يستطيع مقابلة فلاديمير بوتين وفولوديمير زيلينسكي وجها لوجه. إنه ليس تفاخر خاو".
ويشرح الكاتب "تتمتع تركيا بروابط تجارة وطاقة واسعة مع روسيا، وتسيطر على مضيقي البوسفور والدردنيل، اللذين يطلان على البحر الأسود. بعبارة أخرى، إنه شخص (أردوغان) لا يستطيع بوتين تحمل تجاهله. وكان أردوغان عازما على التأكد من وصول هذه الرسالة يوم الثلاثاء".
ويرى الكاتب أنه "لم يكن هناك خطأ في أهمية مكان المحادثات، قصر دولما بهشة في اسطنبول، مقر السلاطين العثمانيين الذين امتد نفوذهم من غرب أوكرانيا إلى شبه الجزيرة العربية".
"لم يخفِ أردوغان طموحه في استعادة مجال النفوذ العثماني، تماما كما يحلم بوتين باستعادة روسيا. إنهما متشابهان للغاية، حيث يتواجه القيصر المحتمل والسلطان العثماني المحتمل عبر البحر الأسود. لقد اشتبكوا بالفعل في سوريا. بدا الأمر وكأنهم قد يذهبون إلى الحرب. وبدلا من ذلك، قبل أردوغان السياسة الواقعية ودفع تركيا خلف روسيا الأكثر قوة".
ويشير الكاتب إلى أنه "كلما هددت الأمور بالخروج عن السيطرة، قام أرودغان وبوتين بتسوية الأمر بينهما. بمعنى آخر، يمكنهما القيام بأعمال تجارية مع بعضهما البعض. لكن في هذه الأزمة، يشعر أردوغان بفرصة لتغيير ميزان القوى. كانت تركيا بالضرورة الشريك الأصغر حتى الآن، ولكن إذا تمكن من إبرام اتفاق سلام، فإن أردوغان سيعتقد أن بوتين مدين له".
ويردف "هناك همس أنه ربما كان لتحرك تركيا لإغلاق مضيق البوسفور أمام السفن الحربية الروسية في أعقاب الغزو علاقة بسوريا. يعني الإغلاق أن روسيا لا تستطيع بسهولة إمداد قواتها في سوريا عن طريق البحر، وعليها أن تبقيها مزودة بجسور جوية مكلفة".
ويخلص الكاتب "تركيا مهووسة بسوريا إلى حد كبير لأنها تخشى أن يستخدمها المتمردون الأكراد كقاعدة لهم، وتستثمر بشكل كبير في المناطق الحدودية. ولن يكون أحد أكثر سعادة من أردوغان إذا دفعت الأزمة الأوكرانية بوتين إلى اتخاذ قرار بإنهاء مغامرته السورية وترك الطريق مفتوحا أمام تركيا".
ويختم "لدى تركيا أيضا مخاوف استراتيجية في الشمال، حيث تشترك في ساحل البحر الأسود مع روسيا وأوكرانيا. المشاكل في البحر الأسود ضارة للأعمال التجارية التركية وسيرغب أردوغان في التوصل إلى اتفاق لإضفاء المزيد من الهدوء على المياه".
"انقسامات عميقة"
وننتقل إلى مقال رأي في الفايننشال تايمز لفيكتور ماليه بعنوان "انتخابات فرنسا: مكانة ماكرون المرشح الأوفر حظا تخفي انقسامات عميقة في المجتمع".
ويقول الكاتب "تشير كل استطلاعات الرأي إلى أنه من المرجح أن يفوز ماكرون بولاية أخرى مدتها خمس سنوات في قصر الإليزيه في الانتخابات الفرنسية، التي تبدأ في 10 أبريل/نيسان. لكن الاستياء المستمر تجاه النخبة في باريس يشير إلى أن فوز ماكرون لن يؤدي إلى قمع الغضب في المجتمع الفرنسي الذي اندلع مع احتجاجات السترات الصفراء المناهضة للحكومة، أو نزع فتيل السياسيين الفرنسيين المتطرفين الذين يحاولون استغلالها".
ويضيف "منح الغزو الروسي لأوكرانيا ماكرون، الذي تحدث بانتظام إلى الرئيس فلاديمير بوتين سعيا للتوصل إلى حل دبلوماسي، تصويره في وضع زعيم زمن الحرب وزيادة تقدمه في الانتخابات الوطنية. تبدو القضايا السياسية التي أبرزها خصوم ماكرون خلال الحملة الانتخابية أقل أهمية فجأة عندما تتعرض المدن الأوروبية للحصار والنهب من قبل القوات الروسية ويبحث ملايين المدنيين الأوكرانيين عن ملاذ لدى جيرانهم في الاتحاد الأوروبي. الأمر أعطى الرئيس الفرنسي الحالي ذريعة لعدم مناقشة السياسات الاقتصادية والاجتماعية أو ارتفاع تكلفة المعيشة مع منافسيه. وهذا يخاطر بتغذية التصور السائد بالفعل بأن ماكرون متعجرف وبعيد عن هموم الناس العاديين".
ويذكر الكاتب أن "العديد من المواطنين يقولون إنهم من المرجح أن يمتنعوا عن التصويت تماما. يقول منظمو الاستطلاعات إن حوالى ثلثهم ليس لديهم خطط للتصويت، مما يعني انخفاضا قياسيا في المشاركة، ويقول المعلقون إن ذلك قد يقوض شرعية ماكرون في السنوات الخمس المقبلة، على الرغم من الأداء الاقتصادي القوي لفرنسا منذ تولى منصبه".
ويضيف "كما أن الامتناع الكبير عن التصويت والأداء القوي من قبل خصوم ماكرون من اليمين المتطرف واليسار المتطرف من شأنه أن يضمن أيضا بقاء فرنسا ساحة معركة رئيسية في الصراع العالمي بين الأممية الليبرالية وقوى القومية والشعبوية. كانت هذه هي القوى التي أدت إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وانتخبت دونالد ترامب في الولايات المتحدة وجلبت قادة أقوياء إلى السلطة من البرازيل إلى الفلبين".
وينقل الكاتب عن جوليان جاكسون، المؤرخ وكاتب السيرة الذاتية لشارل ديغول، قوله إن فوز ماكرون المحتمل "سيخفي حقيقة أن مكانة فرنسا كمنارة للديمقراطية الليبرالية تتماسك بصعوبة".
أبل وجائزة أوسكار
ونبقى مع الفايننشال تايمز لنختم مع مقال رأي لكريستفور غرايمس، بعنوان "صفعة الأوسكار تخفي حدثا أكثر أهمية للسينما".
ونستعرض المقال بدءا من الفقرة الأخيرة فيه، حيث يقول الكاتب إنه في حين أن تركيز حفل توزيع جوائز الأوسكار لهذا العام قد يكون على صفعة ويل سميث لكريس روك، لكنه "ربما تم التغاضي عن حدث أكثر أهمية بكثير لمستقبل السينما. كان تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، يتعلم كيف تشعر أن تكون قطبا سينمائيا".
ويوضح الكاتب "تمكن كوك من الفوز بجائزة أفضل فيلم بعد ثلاث سنوات فقط من إطلاق الشركة خدمة البث، مع أول ترشيح لها لجائزة الأوسكار على الإطلاق، وهو إنجاز أذهل الصناعة. ربما بمجرد قيامك ببناء سلسلة توريد التكنولوجيا الأكثر تطورا في العالم في الصين، فإن اختراق هوليوود لا يعد أمرا بالغ الأهمية".
ويضيف "جائزة أفضل فيلم لكودا، وهو فيلم يدور حول طموحات إبنة سبيمة السمع لأبوين من الصم، كانت المرة الأولى التي تفوز فيها خدمة البث بجائزة الأوسكار الأولى. كان الكثيرون في هوليوود يخشون هذه اللحظة، والتي لا تشير فقط إلى نهاية الشاشة الفضية كعنصر أساسي في الفن السينمائي، ولكن أيضا العائدات المربحة التي تأتي من إيرادات شباك التذاكر".
ويعتبر الكاتب أنه "من المؤكد أن فوز كودا أذهل نتفليكس، التي كانت تحاول جاهدة أن تندمج في هوليوود تحت قيادة الرئيس التنفيذي المشارك تيد ساراندوس".
ويشرح "يرأس ساراندوس متحف الأكاديمية، وهو عبارة عن مجموعة بقيمة 480 مليون دولار من الآثار الأكثر قيمة في عالم السينما والتي افتتحت في الخريف الماضي. رأى الكثيرون في تعيينه كرئيس للمتحف علامة على اكتمال عملية استحواذ هوليوود على البث المباشر".
"لكن ساراندوس يطمح للحصول على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم. في عام 2019، شن أول حملة لأفضل فيلم على نتفليكس، عندما أنفق ما يقدر بـ 25 - 30 مليون دولار فيما كان عرضا فاشلا في نهاية المطاف لشراء فيلم "روما" من إخراج ألفونسو كوارون. بدت الأمور واعدة أكثر هذا العام، فقد حصلت نتفليكس على مرشحين اثنين لأفضل فيلم: "قوة الكلب" الذي دخل المنافسة بـ 12 ترشيحا، و"لا تنظر لأعلى"، بطولة ليوناردو دي كابريو وجنيفر لورانس. أنهت الليلة بأوسكار واحد فقط لجين كامبيون، مخرجة "قوة الكلب"".
ويختم "سيرسل انتصار شركة آبل إشارة إلى أفضل الممثلين والمخرجين وغيرهم من المواهب في الصناعة بأن الشركة لديها الرغبة في الفوز بجائزة الأوسكار. كان الجميع يعلم بالفعل أن لديها المال، لديها ما يقرب من 200 مليار دولار في ميزانيتها العمومية، لكن الكثيرين تساءلوا عما إذا كان لديها الالتزام، أو حتى استراتيجية. هذا بات واضحا الآن".