المصدر / وكالات - هيا
اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان بأنها عبدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب حصول حزبها على قرض قبل أعوام من بنك روسي، في مناظرة تلفزيونية حادة قبل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقررة يوم الأحد.
وتخللت المناظرة، التي امتدت إلى الساعات الأولى من صباح الخميس، وهي الوحيدة بينهما في هذه الانتخابات، عبارات مثل "لا تقاطعني"، واتهامات من كل طرف إلى الآخر بأنه غير مؤهل لقيادة فرنسا التي تملك حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وثاني أكبر قوة اقتصادية في أوروبا.
واتّهم ماكرون منافسته بـ"التبعية للسلطة الروسية والرئيس بوتين، وذلك بسبب قرض مالي حصلت عليه من بنك روسي، وردّت لوبان بنفي هذا الاتهام بحدة، مؤكدة أنها "امرأة حرّة تماماً"، مبرّرة لجوءها إلى البنك الروسي بأنّ ما من مصرف فرنسي وافق على منحها قرضاً.
وأشارت مرشّحة حزب التجمّع الوطني للرئاسة الفرنسية إلى أنها لا تتّفق مع عقوبة منع استيراد الغاز والنفط الروسي، معتبرةً أنها لن تضرّ روسيا ولكن الشعب الفرنسي فقط.
وخلال المناظرة، بدت لوبان مترددة ومنكفئة ومتلعثمة أحياناً، وفي المقابل، كان ماكرون مبادراً ومنظماً في أفكاره، بحسب محللين.
فقد حاولت إيقاعه في فخ الأرقام لكنها وقعت هي، أحرجها عندما قال إن دعوتها إلى منع الحجاب في الأماكن العامة ستؤدي إلى حرب أهلية، فتراجعت حدة طرحها في هذا المجال.
فقال ماكرون إن"مسألة الحجاب تخصّ ديناً معيناً، العلمانية ليست محاربة أي دين، الحجاب ممنوع في المدرسة، أما منعُه في المدن فسيؤدي إلى حرب أهلية وما تقولينَهُ خطير جداً".
أما لوبان، مرشحة أقصى اليمين، فردت بالقول: "سأمنع الحجاب في الأماكن العامة، فهو لباس يفرضه المتطرفون، لا أخوض حرباً ضد المسلمين، في حالات معينة هم ضحايا المتطرفين".
فمن جهته، قال جان بيار بيران، كاتب سياسي فرنسي لـ"العربية" و"الحدث": "رأينا أن ماكرون كان ممسكاً تماماً بملفاته وقد حقق النقطة تلو الأخرى على لوبان، وتقدَّم عليها في مجالات الاقتصاد والعلاقات الدبلوماسية وقضايا مرتبطة بأوروبا وكوفيد، في المقابل هي كانت مرتاحة أكثر عندما تحدثت عن الهجرة والأمن".
الهموم المعيشية للفرنسيين احتلت حيزاً كبيراً من النقاش، قالت لوبان إنها تريد خفض الضرائب خصوصاً على الغاز والوقود والكهرباء، فرَدّ ماكرون بأن الوعود الانتخابية شيء والقدرة على تنفيذها شيء آخر، وذكّر بما فعله لمكافحة البطالة وزيادة الرواتب التقاعدية.