المصدر / وكالات - هيا
مع دخول حركة الاحتجاج التي اندلعت في إيران بعد وفاة الشابة، مهسا أميني، التي اعتقلتها شرطة الأخلاق، أسبوعها الثالث أمس الجمعة على الرغم من القمع الذي خلّف 83 قتيلاً على الأقل، يبدو أن عنف السلطات الإيرانية بدأ يزداد وتوترها أيضاً.
فقد لجأت السلطات في البلاد إلى التضييق بقوة على كافة المشاهير والفنانين والمؤثرين على مواقع التواصل، حتى إنها بدأت تخشى الصور أو الأغاني.
إلا أن المتظاهرين لا يبدو حتى الآن أنهم سيهادنون، وقد بدأوا بانتهاج أساليب أخرى إلى جانب النزول إلى الشوارع.
فمن ضمن تلك الأساليب، طريقة صامتة، تقتصر على نشر صورة، مجرد صورة لشابة بلا غطاء رأس أو ربما حليقة الشعر.
هذا ما فعلته ابنة "مينو مجيدي" السيدة الستينية والأم لـ 3 أولاد التي قتلت برصاص الأمن مباشرة خلال تظاهرات في مدينة كرمنشاه الكردية قبل 10 أيام.
حليقة الرأس فوق القبر
إذ وقفت الشابة فوق قبر أمها الراحلة، مرتدية لباسا أسود ووشاحا أبيض رمي فوق كتفيها، حليقة الرأس، فيما بدت ممسكة بشعرها الذي قصته.
إلا أن هذا المشهد أشعل ناراً على مواقع التواصل. فقد انتشرت صورة البنت الحزينة كالنار في الهشيم خلال الساعات الماضية، وتناقلها مئات الناشطين الإيرانيين، في تحية تقدير لموقفها الشجاع والجريء وإن كان "صامتا" بالصورة فقط.
يذكر أنه منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني في 16 سبتمبر الماضي، بعد 3 أيام من اعتقالها من قبل الشرطة الدينية في طهران، انطلقت تظاهرات واسعة في كافة أنحاء البلاد، بعد أن وجهت أصابع الاتهام بوفاتها إلى الأمن، لاسيما بعد أن أظهرت صور أشعة أنها تعرضت لكسر في الجمجمة، بحسب ما أفاد ناشطون.
كما قامت نساء، في تحدٍّ للسلطات، بحرق الحجاب وقصّ شعرهن خلال تلك الاحتجاجات التي تعدّ الأكبر منذ العام 2019.
فيما أعرب مخرجون ورياضيون وموسيقيون وممثلون إيرانيون عن تضامنهم مع المحتجّين، من بينهم الفريق الوطني لكرة القدم، ما أثار غضب السلطات التي وصفت التظاهرات بـ"أعمال شغب تنشر الفوضى".