المصدر / وكالات - هيا
اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "معاريف"، طال ليف رام، أن العملية العسكرية امس في نابلس "من الناحية التكتيكية كانت هذه عملية عسكرية ناجحة جدا". إلا أنه أضاف أنه "برز في قيادة المنطقة للجيش الإسرائيلي أن الضباط الكبار طلبوا يكون التعامل بتناسبية مع هذا الإنجاز وتأثيره ميدانيا. ويبدو أحيانا أنهم في جهاز الأمن يتحدثون بصوتين. من جهة، يحصل المُغتالون في البيانات الرسمية على أوصاف محترمة ويصورون كقادة تنظيم، كأن هذا أحد التنظيمات "الإرهابية" البارزة في العالم. ومن الجهة الأخرى، يوصي مسؤولون أمنيون آخرون بعدم تعظيم هذا التنظيم بهذا الشكل".
وأشار ليف رام إلى أن "تعظيم مبالغ فيه لعملية عسكرية ناجحة قد تعود كسهم مرتد إلى جهاز الأمن، وتطور ظاهرة تقليد وتشكيل تنظيمات مشابهة في مناطق أخرى" في الضفة الغربية. "والسرعة في الحصول على معلومات استخبارية هامة، سمحت بتنفيذ اغتيال بواسطة تفجير دراجة نارية، تؤكد أن مستوى الحرفية المنخفض".
من جانبه، شدد المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أنه "لا يمكن تجاهل العلاقة بين المجهود الأمني والخلفية السياسية. وثمة أهمية بالنسبة للحكومة، قبل أسبوع من الانتخابات، أن تُبرز أنها تحارب تهديدا إرهابيا جديدا ومتصاعدا. وطولب الجيش الإسرائيلي والشاباك بإظهار نتائج، الأمر الذي يفسر أيضا التواجد غير المألوف لرئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، ورئيس الشاباك، رونين بار، في غرفة قيادة العمليات أثناء تنفيذ العملية" في نابلس، الليلة الماضية.
وأضاف هرئيل أنه فيما يتعلق بالجانب الفلسطيني، فإن "’عرين الأسود’ نجحت في توصيف نفسها مظاهرة جديدة تتمتع بشعبية. ورغم عدد أعضائها القليل، فإن أي ادعاء يتعالى بشأن تحطيمها في الفترة القريبة لن يكون موثوقا. ولأنه لا توجد هنا خلفية تنظيمية راسخة أو هرمية واضحة، فإنه لا يمكن رصد انتماء ناشط كهذا أو ذاك مع المجموعة، إثر مقتله أو اعتقاله".
ورأى أن "’عرين الأسود’ هي عمليا فكرة أكثر من كونها بنية تنظيمية، وكونها كذلك يصعب وقف انتشارها. وحقيقة أن مئات الفلسطينيين تجمهروا حول المستشفى في نابلس، حيث تم إحضار الجرحى وجثث القتلى، تدل على أنه توجد هنا ظاهرة هامة. وشعبية ’عرين الأسود’ تتزايد. ولن تُقمع بسهولة".