المصدر / وكالات - هيا
نفى البيت الأبيض "بشكل قاطع"، ما أورده تقرير جديد للصحفي الاستقصائي البارز سيمور هيرش، الذي اتهم فيه واشنطن بـ"الوقوف وراء تخريب" خط أنابيب الغاز "نورد ستريم" العام الماضي.
وزعم سيمور هيرش في تقريره، أن "غواصين في البحرية الأميركية عمدوا في يونيو الماضي، بمساعدة من النرويج، إلى زرع متفجرات على خط الأنابيب الذي يمتد بين روسيا وألمانيا تحت مياه بحر البلطيق، ليقوموا بتفجيرها بعد 3 أشهر".
ووصفت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، أدريان واتسون، تقرير هيرش الذي نشره على حسابه في منصة النشر الذاتي "سابستاك"، بأنه "من نسج الخيال".
وأعاد متحدث باسم وكالة المخابرات المركزية الأميركية تأكيد نفي البيت الأبيض، واصفا التقرير بأنه "كاذب تماما وبشكل مطلق".
وردا على سؤال حول ادعاء هيرش بأن أوسلو دعمت العملية، قالت وزارة الخارجية النرويجية إن "هذه المزاعم كاذبة"، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.
الدول الغربية قد حمّلت موسكو مسؤولية تفجير خط الأنابيب في سبتمبر، مما فاقم الغضب ضد موسكو في أعقاب العملية العسكرية التي شنتها على أوكرانيا.
التحقيقات التي أجرتها السلطات السويدية والدنماركية والألمانية حتى الآن، لم تتوصل إلى تحديد هوية الدولة أو الجهة الفاعلة.
وزعم هيرش أن "قرار تفجير خط الأنابيب الذي كان مغلقا حينها لكنه احتوى على كميات من الغاز، اتخذه الرئيس الأميركي جو بايدن سرا، لمنع موسكو من جني مليارات الدولارات من عائدات بيع الغاز إلى أوروبا".
واستطرد باتهاماته: "باعتقاد الولايات المتحدة أيضا أن خط نورد ستريم أعطى روسيا نفوذا سياسيا على ألمانيا وأوروبا الغربية، يمكن أن يؤدي إلى إضعاف التزامها تجاه أوكرانيا".
وأشار هيرش في تقريره إلى تصريح بايدن العلني قبل أسبوعين من العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير، بأن "الولايات المتحدة لن تسمح بتشغيل خط أنابيب (نورد ستريم 2) الجديد، في حال هاجمت روسيا أوكرانيا".
وزعم الصحفي نقلا عن مصدر واحد لم يكشف هويته، أن "الفكرة ظهرت أولا في ديسمبر 2021، خلال مناقشات بين كبار مستشاري بايدن للأمن القومي حول كيفية الرد على العملية العسكرية الروسية المتوقعة لأوكرانيا".
وادعى أنه "لاحقا قامت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) بتطوير الخطة، وتحت غطاء مناورات حلف شمال الأطلسي في يونيو 2022، قام غواصو البحرية الأميركية بمساعدة من النرويج، بزرع متفجرات يمكن تفجيرها عن بعد على خط الأنابيب".
وبعد تفجير "نورد ستريم" في 26 سبتمبر، سرت تكهنات عن وجود دوافع لدى العديد من الدول للقيام بهذا العمل، مثل روسيا وألمانيا وأوكرانيا وبولندا وبريطانيا والولايات المتحدة.
لكن الغرب استمر بتوجيه أصابع الاتهام إلى روسيا، فيما اتهمت موسكو الولايات المتحدة وبريطانيا بتنفيذ العملية التخريبية.
في موسكو، طالبت وزارة الخارجية الروسية واشنطن الرد على الاتهامات التي أوردها تحقيق سيمور هيرش بشأن تورط الولايات المتحدة في تفجير أنابيب الغاز نورد ستريم في سبتمبر العام الماضي.
فقد طالبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا البيت الأبيض بالتعليق على ما اعتبرته "الحقائق" التي تم عرضها، وقالت زاخاروفا:
"على البيت الأبيض الآن التعليق على كل هذه الحقائق"، بحسب موقع روسيا اليوم بالعربية.
"لقد أعربنا مرارا عن موقف روسيا من مشاركة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، الذين لم يخفيا ذلك، وكانا متباهين أمام العالم كله بنيتهما تدمير البنية التحتية المدنية".
لفتت زاخاروفا إلى أن روسيا لاحظت على الدوام إحجام الدنمارك وألمانيا والسويد عن إجراء تحقيق مفتوح ومعارضة مشاركة موسكو فيه "على الرغم من أن روسيا الاتحادية تكبّدت تكاليف باهظة".
من جانبه، أكد أمين عام مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، الرجل الثاني في روسيا، أنه لا يملك أي معلومات حول من نفذ تفجيرات نورد ستريم، وفقا لروسيا اليوم.
وقال باتروشيف: "في حال ذكروا ذلك، يمكنكم أن تسألوهم. أنا لا أعرف من نسفها".