المصدر / وكالات - هيا
دخل وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، في مواجهة ومشادة كلامية مع كل من رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، والمفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، إثر رفضهما مطالبته بهدم مبان في القدس المحتلة، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم، الثلاثاء.
وطالب بن غفير في نهاية اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، أول من أمس، بهدم بناية مؤلفة من 14 طابقا في بلدة السواحرة كردٍ انتقامي على عملية الدهس في مستوطنة "راموت"، وبذريعة أن البناية غير مرخصة.
ورفض نتنياهو ذلك، وقال إن هدم البناية من شأنه أن يثير انتقادات دولية ضد إسرائيل. ورد بن غفير قائلا إنه "سئمت من احتواء سياسة الاحتواء"، حسبما نقل عنه موقع "واينت" الإلكتروني.
وأشار "واينت" إلى أن البناية في السواحرة ليست مأهولة، وأن بن غفير اقترح تفجيرها. وقدم لنتنياهو أمرا يقضي بهدم البناية وتقارير من سلطات الاحتلال الإسرائيلي تدعي أنها خطر أمني على قوات الاحتلال.
وتأتي المواجهة بينهما بعد أن قرر نتنياهو، الأسبوع الماضي، رفض طلبا آخر لبن غفير بهدم بناية تأوي 14 عائلة تضم 100 شخص في حي وادي قدوم في بلدة سلوان في القدس المحتلة بذريعة أنها غير مرخصة، وذلك في أعقاب توجه السفارة الأميركية وسفراء أوروبيين إلى نتنياهو مطالبين بالامتناع عن الهدم.
وقال مقرب من نتنياهو في أعقاب اجتماع الكابينيت إن هدم البناية في السواحرة سيؤدي إلى حالة غليان بين المقدسيين. وأضاف أن "هذا سيعتبر بنظر العرب أنه عمل على غرار قصف ’الضاحية’ في بيروت"، في إشارة إلى قصف معقل حزب الله خلال حرب لبنان الثانية في العام 2006.
إلا أن بن غفير ادعى أنه "حان الوقت كي يدرك العالم أنه قُتل أطفال هنا"، وأضاف زاعما أن "دولة ذات سيادة تطبق قوانين البناء في عاصمتها".
وخلال اجتماع الكابينيت، دار سجال بين بن غفير ونتنياهو بعدما طالب الأخير بأن يكون رد الفعل على عملية الدهس "اعتيادي"، فيما طالب بن غفير برد فعل أشد. وجاء في بيان في ختام الاجتماع أنه اتخذت قرارات بشأن تعزيز قوات الشرطة وحرس الحدود في القدس المحتلة. وصرّح نتنياهو في بداية اجتماع حكومته، صباح اليوم نفسه، بأن الكابينيت سيبحث في عملية عسكرية واسعة، بعد أقوال بن غفير بأنه أوعز بتنفيذ "السور الواقي 2". إلا أن نتنياهو طالب بن غفير في نهاية اجتماع الكابينيت بأن تنفذ الشرطة خطوات محدودة، وفقا لـ"واينت".
وفسر نتنياهو معارضته لهدم البناية في السواحرة بأنها نابعة من "اعتبارات سياسية". ورد بن غفير بصوت مرتفع قائلا "أي اعتبارات سياسية. لقد قُتل أولادنا. ولا يوجد سبب يمنعنا من الرد".
كذلك دار سجال، أمس، بين بن غفير وشبتاي حول هدم المنازل في القدس المحتلة. وقالت مصادر في الشرطة إن بن غفير طالب بتسريع هدم المنازل، وذلك بعد هدم منزل في جبل المكبر صباح أمس.
وارتفع الصراخ خلال هذا السجال، وقال شبتاي لبن غفير إنه "ليس هكذا يتخذون قرارات. وقدمت لك خطة حول ما يمكن تنفيذه مقابل القيود العملياتية. وليس لدي الآن 300 شرطي لتنفيذ ذلك. هل بإمكانك إمدادي بـ300 شرطي؟ وسنخلي المباني في القدس بموجب الخطة التي اتفقنا عليها"، حسبما نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر في الشرطة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا السجال جاء على خلفية أقوال ضباط كبار في الشرطة إنهم يواجهون صعوبة في العمل مع بن غفير، وأنهم يسمعون بمواقف ومطالب الأخير من خلال وسائل الإعلام. وصعّدت الشرطة تنفيذ أوامر هدم المنازل في القدس المحتلة التي تصدرها بلدية القدس في أعقاب عملية إطلاق النار في مستوطنة "نافيه يعقوب".
وذكرت الصحيفة أن ضباط شرطة كبار عبروا مؤخرا عن "إحباط بالغ" من التعامل مع بن غفير، الذي "يتخذ قرارات من دون عمل منظم ويستلها من كمّه".