المصدر / وكالات - هيا
أعلنت وزارة الدفاع الفنلندية، اتفاقها على شراء نظام الدفاع الجويّ الإسرائيليّ الذي يُطلق عليه اسم "مقلاع داود"، والمخصَّص للدفاع إزاء صواريخ متوسطة وطويلة المدى.
وجاء الإعلان الفنلندي، أمس الأربعاء، وذلك بعد يوم واحد فقط، من انضمام فنلندا، رسميا، إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو". وأفاد الإعلان بأن الصفقة تتطلب موافقة الإدارة الأميركية، التي تم تطوير النظام بالتعاون معها.
وذكرت وزارة الدفاع الفنلندية أن تكلفة شراء المنظومة من الشركة الإسرائيلية المصنعة "رافائيل"، ستبلغ 345 مليون دولار. وقد تتم عملية شراء أخرى في المستقبل، بمبلغ 236 مليون دولار أخرى.
وقال وزير الدفاع الفنلندي، أنتي كاكونن: "ستمنح عملية الشراء هذه، قدرات عسكرية جديدة لاعتراض الأهداف المرتفعة جدا، وفي الوقت نفسه، نواصل طموحاتنا لتطوير القدرات الدفاعية الفنلندية".
وأشار كاكونن إلى "بيئة أمنية جديدة"، في إشارة إلى الحرب الروسية في أوكرانيا، والتي دفعت فنلندا للتخلي عن السياسة العسكرية المحايدة التي اتبعتها لعقود؛ إذ بعد اعتمادها سياسة عدم الانحياز العسكري مدة ثلاثة عقود، انضمت فنلندا، إلى حلف شمالي الأطلسي في تحول إستراتيجي.
ويتيح انضمام فنلندا أن يضاعف الحلف طول حدوده التي يتشاركها أعضاء فيه مع روسيا، الأمر الذي يثير استياء موسكو.
وترى روسيا أن الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة هو أحد أبرز التهديدات لأمنها. وكانت رغبة كييف في الانضمام إلى الحلف أحد الاسباب التي أشارت إليها موسكو لتبرير هجومها العسكري على أوكرانيا.
"مقلاع داود" (تصوير: الجيش الإسرائيلي)
ويُعدّ انضمام هلسنكي إلى حلف شمال الأطلسي ثورة لفنلندا التي تتشارك مع روسيا حدودًا بطول 1300 كيلومتر. وبعدما اعتمدت سياسة عدم انحياز عسكري على مدى ثلاثة عقود، ستستفيد من المساعدة العسكرية التقليدية من حلفائها والردع النووي.
وفي عديد القوات المسلحة الفنلندية 12 ألف جندي محترف، لكن فنلندا تدرّب أكثر من 20 ألف مجنّد سنويًا ويمكنها تعبئة 280 ألف جندي قادر على القتال بالإضافة إلى 600 ألف جندي احتياط، وهي قدرات استثنائية تتمتّع بها دولة واقعة في أوروبا.
وتعمل الدولة الإسكندينافية على رفع ميزانيتها الدفاعية بنسبة 40% بحلول العام 2026. ولديها أسطول مكوّن من 55 طائرة مقاتلة من طراز "إف-18" تنوي استبدالها بمقاتلات إف-35 أميركية، بالإضافة إلى 200 دبابة وأكثر من 700 قطعة مدفعية.
في المقابل، سيزيد الطول الإجمالي للحدود بين روسيا والناتو بمقدار الضعف تقريبًا مع انضمام فنلندا إلى الحلف الدفاعي، ما يعني "مئات الكيلومترات الإضافية من الحدود التي يجب حمايتها، ما يشكّل ثقلًا لا يُستهان به بالنسبة لحلف شمال الأطلسي"، بحسب مراقب أوروبي.
تعتبر موسكو أن كل عضو جديد في حلف شمال الأطلسي يزيد من تغيير الحدود الجيوإستراتيجية التي تفصل بينها وبين الولايات المتحدة.
وقبل البدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/ فبراير 2022، كانت روسيا تطالب بالامتناع عن أي توسع ونشاط عسكري في أوكرانيا وأوروبا الشرقية وجنوب القوقاز وآسيا الوسطى.
ردًا على ذلك، كان حلف شمال الأطلسي يطالب بـ"انسحاب القوات الروسية من أوكرانيا وجورجيا ومولدافيا"، في إشارة على التوالي إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014 وأوسيتيا وأبخازيا (جورجيا) وترانسنيستريا (مولدافيا).