المصدر / وكالات - هيا
في أحدث معلومات ظهرت من الوثائق الأميركية السرية المسربة بشأن حرب أوكرانيا، ورد أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أمر بمنع تحليق الطيران قرب أجواء شبه جزيرة القرم، وأن طائرات أميركية وفرنسية وبريطانية نفذت مهام استطلاع فوق البحر الأسود.
تسريبات اعتبرها محللان روسيان دليلا على حجم المساعدة التي تقدمها واشنطن لكييف، بينما يتهم محلل أوكراني موسكو بالوقوف وراء هذا التسريبات لإفشال الهجوم المضاد الذي تجهز له بلاده ضد روسيا، وذلك خلال تعليقهم لموقع "سكاي نيوز عربية".
جاء في الوثائق الجديدة التي ظهرت في الساعات الأخيرة، أن أوستن أمر القوات الأميركية بالبقاء على مسافة 80 كيلومترا من شبه جزيرة القرم.
طائرات أميركية بدون طيار، وطائرات فرنسية وبريطانية مأهولة نفذت مهام استطلاع فوق البحر الأسود بين 29 سبتمبر 2022، و26 فبراير 2023، وفق ما نقلته وسائل إعلام روسية.
سبق أن نشرت صور لا تقل عن 10 صفحات من مستندات عالية السرية، يرجح أنها طبعت في 28 فبراير و2 مارس، على Discord، وهي منصة دردشة يرتادها لاعبو الألعاب الإلكترونية، قبل أن يجري تداولها على منصتي تويتر وتلغرام.
كشفت الوثائق تفاصيل تتعلق بالهجوم الأوكراني المضاد المتوقع هذا الربيع، والجدول الزمني لتسليم الأسلحة الغربية لكييف، وقائمة بوحدات الجيش والتمركزات.
مُهوّنا من شأن الوثائق، يقول الدكتور آصف ملحم، مدير مركز "جي سي إم" للدراسات ومقره موسكو، إن التسريبات التي تحدثت عن الهجوم المضاد أو تمركزات الجيش الأوكراني، ليست جديدة، فالجميع يعلم أن كييف تعد لهذا الهجوم.
في رأي ملحم، فإنه "بالنظر في تلك التسريبات نجد أن المستفيد منها بشكل كبير هو الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقيادات الجيش"، وذلك لسببين:
الأول: ابتزاز الولايات المتحدة، فالعلاقات بين واشنطن وكييف ليست في أفضل أحوالها نتيجة تأخر تسليم الأسلحة للجيش الأوكراني.
الآخر: التحضير قبل الهزيمة.. فزيلينسكي يلجأ لما يسمى بـ"الاستحواط"؛ أي أنه حال الهزيمة في الهجوم المضاد سيُرجع ذلك إلى التسريبات؛ خاصة أن كييف تعلم جيدًا أن هذا الهجوم لن يؤتي ثماره في ظل الوضع الحالي الميداني.
"التضليل الإعلامي" يراه ألكسندر هوفمان، المستشار الروسي في الاتصالات والسياسات الاستراتيجية، الهدف الأساسي وراء التسريبات، مستدلا بأن:
الوثائق تعود إلى 1 مارس، فهي قديمة ولا تتوافق مع الوضع الحالي، متسائلًا ما الهدف من تسريب الخطط التي عفا عليها الزمن نسبيا؟
يُجيب هوفمان، بأنه في هذه الظروف، تندرج "التسريبات" تحت معايير الامتثال لعملية مضبوطة من المعلومات المضللة باستخدام معلومات يفترض أنها حساسة، بغرض توصيل رسالة للجمهور بأن "كل شيء تحت سيطرتنا، لكن أوكرانيا بحاجة إلى المزيد من المساعدات العسكرية".
التسريبات هدفها أيضًا الرأي العام الداخلي في أميركا، وتصوير الأمر أن هناك خطرا على الأمن القومي، وتابع: "حسنا، إذا كان هذا صحيحا، فهل سيتحمل ممثلو القيادة العسكرية الأميركية المسؤولية عن ذلك؟ هل وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مستعد للاستقالة.
خطة الهجوم مستمرة
المعسكر الآخر يرى أن المخابرات الروسية وعملاءها وراء هذا الفخ من التسريبات، وهنا يبني فاديم أريستوفيتش، الأكاديمي في الشؤون الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، اتهامه هذا على أن "موسكو تبذل جهودًا مكثفة على مستوى التجسس بشأن الهجوم المضاد، والذي سيشكل معادلة جديدة ميدانيا وخلال المفاوضات".
لكن أريستوفيتش يرجح أن تسريب تلك الخطط "لن يؤثر على تحركات أوكرانيا نحو هجوم الربيع؛ لأن مسرح العمليات متغير بشكل مستمر على جميع الجبهات، بخلاف أن الوضع تغير أيضًا دوليًا بدخول فنلندا إلى حلف الناتو".