المصدر / وكالات - هيا
الطرف الثالث أو حتى الطابور الخامس، عبارات ما فتئت تتردد في أغلب الصراعات بالدول العربية، أو حتى خلال أي تظاهرة تتفلت من عقالها، وعلى مدى سنوات وبظروف مختلفة.
فتارة يكون هذا الطرف مخابراتيا أو مندسين أو متطرفين، إلا أن ما يجمعهم دوماً هذا الغموض الذي يلف هويتهم، فلا أسماء لهم ولا عناوين!
ولعل هذا ما نشهده في السودان أيضاً، فقد ترددت منذ اندلاع الصراع الدامي بين الجيش والدعم السريع، اتهامات لطرف ثالث بتذكية الصراع وإشعال فتيل القتال.
بل إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وجه بنفسه أصابع الاتهام إلى "الطرف الثالث". وقال في مقابلة حصرية مع "العربية" مساء أمس الجمعة :" إن ما يحدث في السودان ليس حرباً بين جنرالين وإنما أزمة تمس الجميع"، مضيفا "إن هناك جهات لعبت دوراً في تصعيد المواجهة بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي".
فمن هو هذا الطرف الثالث؟
بالنسبة لمعظم القوى المدنية لاسيما تلك التي انخرطت في الاتفاق الإطاري الذي وقع عليه في ديسمبر الماضي 2022، فإن تلك الجهات تتلخص بـ "الإسلاميين من أنصار الرئيس المعزول عمر البشير".
فقد اعتبر خالد عمر يوسف، الوزير السابق والعضو البارز في قوى الحرية والتغيير، أن الاتفاق "هدد المساحة التي وجدها عناصر النظام البائد بعد انقلاب 25 أكتوبر، لذا أججوا الصراع بين القوات المسلحة والدعم السريع، ويعملون الآن على استمراره بعد اندلاع الحرب".
كما اتهم أعضاء في قوى الحرية والتغيير مجموعة موالية للبشير داخل الجيش بنشر الشائعات وممارسة ضغوط، بحسب ما نقلت رويترز.
محمد طاهر إيلا؟!
يشار إلى أن القوات الموالية للبشير كانت عادت للظهور مرة أخرى بعد 2021. وعارضت علنا الاتفاق الإطاري الذي كان يهدف إلى التمهيد لإجراء انتخابات والتحول للحكم المدني.
كما أطل محمد طاهر إيلا، الذي كان رئيسا للوزراء وقت سقوط البشير ووصف من قبل بأنه رئيس مستقبلي محتمل، إلى العلن في الآونة الأخيرة بعد أن ظل بعيدا عن الأنظار لعدة سنوات.
ففي تجمع مع أنصاره قبل أيام قليلة من بدء القتال الذي تفجر في 15 أبريل بين الجيش والدعم السريع، بعث برسالة ملتهبة وتعهد بتقديم "الشهيد تلو الشهيد" للدفاع عن أرض السودان ودينه، وفق تعبيره. وقال في لقطات مصورة للاجتماع "لا مكان في السودان للإطارية ولا لغيرها". كما أضاف حينها "نحن أقدر من الأمس أن نحمل السلاح وأن نأخذ حقنا بأيدينا".
يشار إلى أن البشير مسجون منذ الإطاحة به في سجن كوبر المترامي الأطراف، لكنه نقل مؤخراً إلى أحد المستشفيات العسكرية في الخرطوم، بعد أن أدين بتهم فساد.
فيما لا يزال يحاكم الآن بتهم قيادة انقلاب عام 1989 الذي أوصله إلى السلطة.