المصدر / وكالات - هيا
مع عدم تمكّن الرئيس التركي المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان الذي يقود حزب "العدالة والتنمية" الحاكم من الحصول على 50% + 1 في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي شهدتها البلاد الأحد الماضي بعدما اختاره الحزب منافساً لكمال كليتشدار أوغلو مرشّح تحالف "طاولة الستة" المعارض، باتت الجولة الثانية من الانتخابات التي ستعاد يوم 28 مايو/أيار الجاري محط أنظار الأوساط السياسية داخل تركيا وخارجها.
فهل ستتغير النتيجة الحالية التي أظهرت تقدّم أردوغان على كليتشدار أوغلو؟ وما هي المناطق التي ستحسم المعركة الانتخابية بين كلا المرشّحين؟
4 سناريوهات للجولة الثانية
في هذا السياق أوضح فيصل آيهان الأكاديمي وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة بولو التركية التي تعرف أيضاً بجامعة "Bolu abant Izzet Baysal üniversitesi" أن "نتائج الجولة الأولى أظهرت أن غالبية الناخبين اختاروا أردوغان، لكن وجود سنان أوغان كمرشّحٍ ثالث أدى لتقارب النتيجة بين المرشحين".
" النتيجة لن تتغير"
كما استبعد أن يقوم المرشّح اليميني أوغان بدعم كيليتشدار أوغلو في الجولة الثانية على خلفية دعم الأكراد لمرشّح تحالف الطاولة السداسية في الجولة الأولى، ما يعني أن النتيجة الحالية لن تتغير، حسب اعتقاده. وأردف قائلاً لـ "العربية.نت والحدث نت :" باعتقادي أن أردوغان هو من سيفوز في الجولة الثانية".
إلا أنه أشار إلى أن "التصويت في مختلف الولايات الكبرى سيلعب دوراً حاسماً في تحديد الرئيس القادم، ولذلك تحظى اسطنبول بأهمية كبيرة، فأغلبية سكانها صوّتوا لصالح أردوغان في الجولة الأولى، وإذا استمروا بذلك، سيبقى رئيساً لولايةٍ جديدة".
كما شدد الأستاذ الجامعي على أن "الجزء الأكبر من ولايات وسط تركيا وتلك الواقعة على البحر الأسود في الشمال تدعم أردوغان، في حين أنه يتخوف من خسارة الناخبين في المناطق الجنوبية وتلك المطلة على البحر المتوسّط، الأمر الذي سيغيّر النتيجة الحالية في حال حدوثه".
خطأ كليتشدار أوغلو
كذلك قال إن "كيليتشدار أوغلو اكتفى بنيل دعم الأكراد وعقد التحالفات مع أحزابٍ صغيرة حصلت على مقاعد في البرلمان بدعم من حزبه، لكن هذا لا يعد كافياً لفوزه في الجولة الثانية، ولهذا استبعد أن يهزم أردوغان يوم 28 مايو المقبل لاسيما وأن تحالفه السداسي يتكون من أحزاب ذات خلفيات دينية وقومية وإيديولوجية متعددة وتواجه خلافات داخلية، بينما تحالف الرئيس التركي الحالي متماسك أكثر".
وكانت نتائج الانتخابات البرلمانية التي أجريت بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية قد أظهرت أن التحالف الحاكم الذي يضم حزبي "العدالة والتنمية" و"الحركة القومية" اليميني حقق الأغلبية النيابية في نتيجة خالفت معظم استطلاعات الرأي التي كانت ترجّح حصول المعارضة على أغلبية في البرلمان.
وبينما دعا أردوغان أنصاره أول أمس للعمل من أجل الجولة الثانية، قال منافسه مرشح المعارضة كليتشدار أوغلو إنه سيقبل قرار الشعب بإجراء جولة إعادة، مضيفاً أن الرئيس الحالي لم يحقق النتائج التي كان يرغبها في الانتخابات.