المصدر / وكالات - هيا
منذ اندلاع أزمتي أوكرانيا وتايوان تتسارع هجمات القرصنة السيبرانية وتبادل الاتهامات حولها بين الصين وروسيا والولايات المتحدة، فيما يرى خبراء أنه ما زال للأخيرة "الكلمة لعليا" في مجال "الأمن المعلوماتي".
ويتحدث خبيران في مجال تكنولوجيا المعلومات لموقع "سكاي نيوز عربية" بشأن دوافع هجمات القرصنة المحتملة من بكين وموسكو على واشنطن، وحاجة السلطات الأميركية لشن هجمات من ناحيتها، ومن ستكون لها الغلبة في هذه "الحرب"؟
أحدث الاتهامات المتبادلة ترددت الساعات الأخيرة، في بيان لشركة "مانديانت" للأمن السيبراني، التابعة لشركة "غوغل" الأميركية، قالت إن مهاجمين مرتبطين بالصين استهدفوا وكالات حكومية ومدارس في 16 دولة، في أكبر عملية تجسس إلكتروني لمجموعة مرتبطة بالصين منذ القرصنة التي استهدفت شركة "مايكروسوفت إكستتشنغ" عام 2021.
ولم تتضح أدلة ارتباط المهاجمين بالصين، إلا أن الشركة استشهدت بأن الهجمات استهدفت ملفات ذات أولوية قصوى لبكين، منها ما يخص تايوان.
وسبق أن اتهم وزير البحرية الأميركية، كارلوس ديل تورو، في مايو، مجموعة قرصنة ربطها بالصين، اسمها "فولت تايفون" باستهداف قطع بحرية لبلاده تعمل في منطقة المحيط الهادئ.
وكعادتها، رفضت بكين الاتهام، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، وانغ وين بين، الجمعة، إنه "بعيد عن الواقع"، وكال الاتهامات لواشنطن بأنها من تنفذ القرصنة، ولكن نادرا ما تُعرض تقارير عن الهجمات الأميركية.
لماذا لا تُسجل هجمات أميركية؟
تستبعد الخبيرة في مجال تكنولوجيا المعلومات مريم حفناوي حاجة واشنطن إلى شن هجمات سيبرانية تقليدية، وترجع ذلك إلى:
واشنطن حاليا هي صاحبة الكلمة العليا في مجال الأمن المعلوماتي، وقد لا تحتاج هجمات سيبرانية ضد دول أخرى.
الولايات المتحدة هي التي تصدر للصين وروسيا شبكات المعلومات والإنترنت؛ ولذا الهجمات السيبرانية تكون ضدها هي وحلفائها للعبث بأمن الشبكة العالمية التي مركزها الأراضي الأميركية لاختراقها.
مصطلح الهجمات السيبرانية أميركي، وتستخدمه واشنطن ضد الدول التي تحاول اختراق أمنها المعلوماتي، أو العبث بأنظمتها الرقمية.
وللتوضيح، تعرض الباحثة لمحة عن كيف تحول الأمر من كون شبكة الإنترنت مصدرا للمعلومات، إلى ساحة لحروب القرصنة والتجسس:
عالم الإنترنت والشبكات المعلوماتية الذي نعيشه بدأ من الولايات المتحدة، ولها الفضل في تطويره، ويُحسب لها مع بريطانيا أنهما أول من قام بالتحول الرقمي.
ثم ابتدعت الولايات المتحدة مجال الأمن المعلوماتي؛ نظرا لتحكمها في تمديد كابلات الإنترنت إلى العالم.
هذا التفوق استغلته واشنطن في أمور استخباراتية؛ حتى أصبح العالم كتابا مفتوحا لها.
أحاطت أميركا شركاتها بأنظمة أمن معقدة للغاية لحمايتها من القرصنة، تستلزم إجراء عدة خطوات لإثبات شخصية مستخدم شبكاتها.
أما الصين وروسيا، فقد اصطدمتا باستغلال الولايات المتحدة لهذا التفوق في التجسس، فتحولا إلى منافسين في مجال توصيل الشبكات والكابلات لوقف هذا التفوق.
موسكو وبكين تحظران على مواطنيهما استخدام مواقع بحث أميركية، مثل غوغل؛ لتأكدهما من أنها تلعب دورا في التجسس على العالم، وعملتا على إنشاء مواقع بحث وشبكات خاصة بهما لا تراها أميركا.
الغالب في المعلومة غالب في الحرب
بتعبير الخبير في تكنولوجيا المعلومات، عبد الرحمن داوود، فإن "من يملك أدوات السيطرة على أمن المعلومات، ويقوي جبهته في الهجمات السيبرانية، هو من يحقق التفوق في أي نزاع عسكري أو سياسي أو اقتصادي، بل والسيطرة على العالم".
ويضرب مثلا بأن هجوم سيبراني "يمكنه التلاعب بأسعار صرف العملات، ووقف حركة الملاحة البحرية والجوية".
وبجانب تطبيق موسكو لجانب من هذا في حربها مع أوكرانيا، تستعد بكين للسيطرة على تايوان بهجوم سيبراني يسبق العمل العسكري إن قررت اجتياح تايوان، حسب توقع داوود.
وأسست أميركا مع بريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا تحالفا باسم "العيون الخمس" للتصدي للهجمات الصينية والروسية.