المصدر / وكالات - هيا
روسيا تحت وقع تداعيات تمرّد عابر إنما مدوّ.. 24 ساعة تسارعت فيها أحداث التمرد الذي قاده زعيم مجموعة فاغنر القتالية يفغيني بريغوجين ضد القوات المسلحة الروسية.
نجح الرئيس البلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في احتواء الأزمة عبر رعاية صفقة لإنهاء التمرد من دون سفك الدماء.
بريغوجين أضعف بكثير الان من أن يشكل تهديدا مستقبليا لحكم بوتين؛ إلا أنه من البديهي ان إخماد الحريق لا يعني بالضرورة أن آثاره لم تسبب بعض الأضرار.
التمرد كشف نقطة ضعف خطيرة حسب متابعين لتطوراته؛ تتمثل في خروج الصراع على النفوذ بين رئيس فاغنر وقادة الجيش الروسي عن السيطرة، وهذا يثير تساؤلات حول تماسك الجبهة الداخلية الروسية. أضف إلى ذلك كيفية الحفاظ على فاغنر وهي رأس الحربة الروسية في أوكرانيا مع جعلها أكثر ولاء للمؤسسة العسكرية؛ فضلا عن العواقب المعنوية والضرر الذي لحق بهيبة الزعيم الأوحد للبلاد.
في القراءات الدولية للحدث؛ اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن التمرّد الذي تم إحباطه، يكشف وجود تصدّعات حقيقية على مستوى سلطة الرئيس الروسي؛ وان الاضرابات التي نجمت عن هذا التحدي لم تنته بعد على الأرجح وقد تستغرق أسابيع أو شهورا.
واستبعد 'معهد دراسة الحرب' في واشنطن نجاح التمرد المسلح، لكنه رأى أن هجوما مسلحا من فاغنر على القيادة العسكرية الروسية في مدينة روستوف ستكون له تداعيات مهمة على الجهد الحربي الروسي في أوكرانيا.
وفي تقييم استخباري رأت وزارة الدفاع البريطانية أن تمرد مجموعة فاغنر يعدّ أهم تحدٍّ للدولة الروسية في الزمن الحديث، واعتبرت انه خلال الساعات المقبلة، سيكون ولاء القوات الأمنية الروسية، خصوصا الحرس الروسي، محوريا في مسار الأزمة.
إن كان زعيم فاغنر بتمرده العسكري يعتزم دق إسفين بين القوات المسلحة الروسية والكرملين فقد فشل بالفعل.. يقول مسؤول استخباراتي غربي بارز لصحيفة واشنطن بوست الأميركية؛ ويضيف أن الشرخ الذي احدثه بريغوجين في العلاقة مع بوتين لا يمكن رتقه.
لكن قراءة اخرى تقول إن زعيم فاغنر لم يكن ينوي القيام بانقلاب ضد الرئيس الروسي وأن كل ما أراده هو تحقيق مطالبه من ذخيرة ومؤن؛ وقد مارس نوعا من التفاوض الخشن بقوة السلاح؛ لكن يبدو أن تحركه خرج عن السيطرة ووضعه في مواجهة مباشرة ربما لم يكن يريدها مع الرئيس بوتين نفسه.