المصدر / وكالات - هيا
حالة من الغضب والتوتر تسيطر على العلاقات التركية الروسية عقب قرار أنقرة الأخير بعودة عدد من قادة "كتيبة آزوف" التي تصنفها موسكو "إرهابية"، من تركيا إلى أوكرانيا برفقة رئيسها فولوديمير زيلينسكي، في خرق لاتفاق كان يقضي ببقائهم هناك حتى نهاية الحرب.
خطوة تركية وصفتها موسكو بالخرق المباشر لشروط اتفاقات مبرمة في أواخر سبتمبر الماضي بموجبها تم الإفراج عن 55 أسير حرب روسيا مقابل 215 كانت تحتجزهم موسكو، من بينهم 5 قادة من "كتيبة آزوف".
الغضب الروسي
اشتهرت كتيبة آزوف، وهي وحدة أنشأها متطوعون عام 2014 قبل أن تدمج بالجيش الأوكراني، بالدفاع عن مدينة ماريوبول الساحلية في جنوب شرق البلاد التي سيطرت عليها روسيا بعد حصار استمر أشهراً.
وبعد أسابيع من القتال العنيف والقصف، استسلم آخر المدافعين عن ماريوبول المحصنين في مصنع آزوفستال في مايو 2022، كما يعتبرها الكرملين جماعة نازية مرتبطة بأوساط القوميين المتشددين، ارتكبت جرائم حرب، وصنّفها القضاء الروسي منظمة "إرهابية" في أغسطس في نفس العام.
في السياق يقول أولكسندر فومين الباحث بمركز قضايا الأمن التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إن زعماء تلك الكتيبة المصنفة إرهابية متورطون بالفعل في جرائم حرب قبل بداية الحرب، مستبعدا أن يكون لهم تأثير في المعارك الحالية.
ويوضح أولكسندر فومين، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن عودة هؤلاء المقاتلين مع زيلينسكي من تركيا كان الهدف منها كالآتي:
حصول الرئيس الأوكراني على انتصار دبلوماسي في ظل خسارته للهجوم المضاد الذي كانت تراهن عليه كييف بشكل كبير.
تلبية أنقرة لمطلب من المطالب الغربية والأميركية لمساعدة كييف في حربها ضد روسيا.
محاولة الاستفادة من هؤلاء المقاتلين في تجنيد وتأسيس خلايا تقوم بهجمات إرهابية ضد روسيا
تُعد ضربة نهاية لأي أمل بخصوص اتفاق الحبوب المبرم بين روسيا وأوكرانيا بوساطة تركية .
هل ستستفيد كييف؟
يرى الدكتور واتلينغ كودراخيين، متخصص الشؤون الدولية بالجامعة الوطنية أوديسا، أن عودة قادة كتيبة آزوفستال، سيساهم بشكل كبير في رفع معنويات الجنود على الجبهات، كما ستستفيد كييف من خبرات هؤلاء الرجال في القتال، ولا يستبعد أن يتم إسناد مهام قيادية لهم في الجيش الأوكراني، وهذا ما يغضب موسكو.
واستبعد أيضا واتلينغ كودراخيين، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن تسبب عودة هؤلاء القادة التوتر بين أنقرة وموسكو نظرا لأن المصالح المشتركة بين الجانبين كبيرة للغاية، مشيرا إلى أن أنقرة هي حلقة الوصل الوحيدة في الوقت الراهن بين الغرب وروسيا.
بداية كتيبة آزوف
أسّست بوصفها تشكيلاً لمتطوعين في مايو 2014 بهدف محاربة الانفصالين الموالين إلى روسيا.
تشكلت الوحدة القتالية في مدينة ماريوبول الأوكرانية الساحلية الواقعة على بحر آزوف والتي استمدت منه اسم الحركة.
تنتهج الفكر اليمني المتطرف تتبع الحرس الوطني الأوكراني وينتمي أعضاها لـ22 دولة مختلفة في العالم.
بين عامي 2015 و 2016، اكتسبت الكتيبة الكثير من الاهتمام وحصلت على التعاطف من الحركات النازية الجيدة.
استخدمت الكتيبة شعارات نازية واتهمت باستخدام رموز نازية في شعارها.
منع الكونجرس الأميركي تقديم مساعدات مالية لها عام 2018 لكن تم الغائه لاحقا.
يواجه أعضاء هذه الكتيبة السجن لمدة تصل إلى 20 عاما ولا تقل عن 15 عاما وفقًا للقانون الروسي.
وتولى الـ5 قادة العائدين إلى كييف، خلال العام الماضي قيادة جهود الدفاع عن مدينة ماريوبول الساحلية، وهي أكبر مدينة استولت عليها روسيا خلال الحرب، وجرى اعتقالهم خلال المعارك، ولكن اتفاقاً لتبادل الأسرى توسطت فيه تركيا، اشترط بقاءهم في أنقرة حتى نهاية الحرب.