المصدر / وكالات - هيا
بينما تستمر الحرب التي لا تلوح لها نهاية في الأفق بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أضحى منظر النفايات مشهداً مألوفاً في شوارع العاصمة الخرطوم.
فقد ملأت القمامة الطرقات في مدينة أم درمان بالعاصمة، فيما لم يجد سكان بعض المناطق مفرا من تجميع النفايات بجهد شعبي ونقلها إلى مكب النفايات في أقصى شمال غرب المدينة.
وفي السياق، قال أحمد الشامي، الذي يسكن أم درمان، في مقابلة مع وكالة أنباء العالم العربي، إنهم لجأوا إلى تجميع القمامة بعد أن تكدست في أزقة وشوارع الحي الذي يسكن فيه على مدار أكثر من أربعة أشهر، وصارت مرتعا لتوالد الذباب والبعوض.
وأشار الشامي، الذي يسكن ضاحية الثورة شمال أم درمان التي تشكل إلى جانب الخرطوم والخرطوم بحري العاصمة السودانية على جانبي نهر النيل، إلى أنهم فرضوا مبالغ رمزية على كل منزل بالحي مقابل شراء جوالات فارغة وتعبئة النفايات بداخلها واستئجار شاحنة لنقلها إلى المكب الواقع بشمال غرب المدينة.
كما أضاف أن هذا العمل كان من المفترض أن تقوم به هيئة النظافة لكنها لم تفعل رغم أن المنطقة آمنة نسبيا.
بدوره، أكد إبراهيم عثمان، وهو أحد سكان أم درمان أيضا، أن مركبات نقل النفايات غابت عن منطقته منذ بداية الصراع، ما تسبب في تراكم القمامة بالساحات العامة.
كما أضاف أن مشهد أكوام القمامة في أغلب الساحات يتسبب في تلوث بصري، معربا عن تخوفه من انتشار الأمراض خاصة مع دخول فصل الخريف واختلاط النفايات بمياه الأمطار.
وتابع قائلا "في بعض الأحيان، نقوم بحرق القمامة منعا من تمددها لكن الأمر ليس له جدوى... فحتى بعد الحريق تبقى النفايات في مكانها".
من جهته، أكد مستشار مدير هيئة نظافة ولاية الخرطوم ورئيس جمعية تعزيز الصحة السودانية مصعب برير أن أعمال النظافة في الولاية توقفت خلال الحرب عدا بعض أحياء محلية كرري بشمال أم درمان. وكشف عن تعرض جميع المحطات الوسيطة والمرادم للنهب والتخريب "بما في ذلك رئاسة الهيئة بمدينة الخرطوم"، مضيفا "لا توجد أي معينات للعمل أو تأمين للعاملين في ظل الحرب".
كما اتهم قوات الدعم السريع، التي تسيطر على أغلب ولاية الخرطوم، باستهداف أسطول الآليات التابع للهيئة ونهب بعضها. وأشار إلى أن الدعم السريع قتلت أحد مديري الإدارات العامة بالولاية في منزله، فضلا عن اعتقال أحد مهندسي الآليات في هيئة النظافة والاعتداء على مهندس آخر في منزله ونهب عربة المرور المخصصة له.
إلى ذلك، شدد على أن النفايات تشكل بؤرا مناسبة لتوالد الحشرات خلال فترة الخريف. وقال برير إنه في فصل الخريف تتكاثر نواقل الأمراض بكثافة لوفرة وانتشار أماكن تكاثرها، "فنجد تضاعف كثافات البعوض بأنواعه المختلفة والذباب وبقية الحشرات الأخرى".
الدور الشعبي
وأوضح أن الجهات الرسمية والشعبية كانت تقوم سابقا بمكافحة الأمراض وتصريف مياه الأمطار لتقليل انتشار أمراض الخريف، مثل الحميات والإسهال وأمراض العيون وغيرها.
لكنه أكد صعوبة قيامها بنفس الدور في خضم الحرب الدائرة، مضيفا "يبقى كل العبء على الدور الشعبي فقط، خصوصا في ظل توقف العديد من المؤسسات الصحية وصعوبة الوصول لمواقع الخدمات الصحية والدواء العاملة الآن".
ومنذ اندلاع الصراع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل، غابت مركبات نقل النفايات عن شوارع العاصمة وملأت القمامة الطرقات الرئيسية والأزقة والساحات العامة وسط الأحياء في ظل حالة من انعدام الأمن.