المصدر / وكالات - هيا
نزولاً عند أوامر قوات الاحتلال الأميركي، كثفت ميليشيات قسد، التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية عمودها الفقري، عملياتها العسكرية ضد قوات العشائر العربية، حيث وسعت أمس وفي ثالث محاولة خلال اليومين الماضيين إلى السيطرة على بلدة ذيبان أهم معقل العشائر العربية في الضفة الشرقية لنهر الفرات بريف دير الزور الشرقي من دون أن تتمكن من الاستحواذ عليها.
وتعتزم "قسد" خلال الساعات والأيام القليلة القادمة بعد استكمال السيطرة على ذيبان توجيه قواتها نحو ما تبقى من قرى وبلدات ريف دير الزور الشرقي التي سيطرت عليها قوات العشائر العربية منذ انطلاق شرارة الأحداث في الـ 26 من الشهر الماضي، على خلفية اعتقال الميليشيات قائد ما يسمى "مجلس دير الزور العسكري" المدعو أحمد الخبيل الملقب بـ"أبي خولة" مع بعض قيادات المجلس في الحسكة.
مصادر ميدانية شرق الفرات بينت لصحيفة الوطة السورية، أن مسلحي "قسد" شنوا هجوماً واسعاً فجر أمس وفي الليلة السابقة باتجاه ذيبان ومن 3 محاور، واستخدموا طائرات مسيرة وأسلحة ثقيلة وقذائف هاون بكثافة، ولاقوا مقاومة عنيفة من مقاتلي العشائر العربية، ولم يتمكنوا من إتمام السيطرة على البلدة .
وأشارت المصادر لـ"الوطن" أن "قسد" ادعت أنها فرضت هيمنتها على ذيبان وأن مسلحيها باشروا على الفور بتمشيطها من الجهتين الشرقية والغربية نحو مركزها وتفكيك العبوات الناسفة، التي انفجرت إحداها وأدت لمقتل مسلح وإصابة اثنين من الميليشيات، عدا مصرع مقاتلة أخرى بطلقات قناص من طرف بلدة الطيانة في الطرف الشرقي لذيبان، لكن المصادر أكدت أن الفيديوهات التي بثتها الميليشيات من داخل ذيبان أمس تعود إلى العام 2017 أثناء اقتحام البلدة.
وبثت منصات تواصل اجتماعي تسجيلاً صوتياً أمس نسب إلى زعيم قبيلة العكيدات إبراهيم خليل الهفل، حيث ادعت مصادر معارضة أن "قسد" اقتحمت مضافته في ذيبان، شكر فيه مقاتلي العشائر على صمودهم، وحضهم على مواصلة القتال ضد "قسد"، ونفى إجراء أي مفاوضات مع "التحالف الدولي"، الذي تدير وتقود واشنطن عملياته العسكرية في المنطقة، والذي ساند مسلحي الميليشيات أثناء تقدم عمليتهم العسكرية في قرى ريف دير الزور الشرقي عبر إطلاق القذائف المضيئة ليلاً.
المصادر الميدانية تحدثت عن إتمام "قسد" سيطرتها على بلدتي الحوايج والشنان في محيط ذيبان، والتي سيطرت عليها قوات العشائر العربية في الـ ٢٨ من الشهر الماضي شرق دير الزور، إثر اشتباكات عنيفة مع مقاتلي العشائر، وكذلك بلدة الطيانة التي استولى العشائر عليها مطلع الشهر الجاري، غير أن ناشطين بثوا اليوم مشاهد من البلدة تثبت سيطرة العشائر عليها.
وكشفت المصادر أن "قسد" أرسلت تعزيزات عسكرية ضخمة باتجاه الطيانة شرق ذيبان أمس، إما لاستكمال السيطرة عليها أو لتجميع قواتها والانطلاق إلى باقي القرى والبلدات الواقعة إلى الشرق من ذيبان في عمق الريف الشرقي لدير الزور، وفي مقدمتها بلدة الشحيل وقرية الباغوز أقصى الجنوب الشرقي، والتي اتخذ منها تنظيم "داعش" آخر معقل له قبل القضاء عليه نهائياً عام ٢٠١٩.
وأكدت عدم صحة سيطرة "قسد" على بلدة الشحيل في وقت سابق، وذكرت أن قواتها لا تزال حتى كتابة هذا الخبر في مدخل المدينة الشرقي، ونوهت إلى أنها تشهد حركة نزوح كبيرة للمدنيين مع باقي القرى والبلدات باتجاه الضفة الغربية للفرات هرباً من المعارك التي ستحتدم في المنطقة.
وتحدثت الأنباء الواردة من شرق الفرات أن مقاتلي العشائر رصوا صفوفهم في المناطق التي لا تزال تحت سيطرتهم، وطلبوا نجدة أبناء عمومتهم للتصدي للآلة العسكرية لـ"قسد" والمدعومة من الاحتلال الأميركي.
ورجحت مصادر محلية في المنطقة لـ"الوطن" مقاومة مقاتلي العشائر لقوات الميليشيات مع استمرار عمليات المقاومة حتى مع سقوط جميع قراهم وبلداتهم التي يهيمن المكون العربي على تركيبتها السكانية، ما دام الاحتلال الأميركي لم يلق آذاناً مصغية لمطالب ومظالم العشائر وتهميشهم على يد متزعمي "قسد" ونهب ثروات مناطقهم الباطنية والزراعية.