المصدر / وكالات - هيا
في هجوم يعد الأكثر دموية في السودان خلال الحرب المستمرة منذ قرابة خمسة أشهر، بين الجيش وقوات الدعم السريع، قتل نحو 46 شخصاً جراء غارات على "سوق قورو" جنوب الخرطوم.
وفيما اتهمت الدعم السريع قوات الجيش بضرب السوق الشعبي أمس الأحد، نفت الأخيرة الأمر جملة وتفصيلا.
ادعاءات مضللة
وأكد الجيش في بيان مساء أمس أن "إعلام المليشيا المتمردة يروج كعادته ادعاءات مضللة وكاذبة"، في إشارة إلى الدعم السريع.
كما شدد على أن قواته "لا يمكن أن توجه نيرانها نحو الشعب". ولفت إلى أن السودانيين يدركون "الفظائع غير المسبوقة في تاريخ البلاد التي ارتكبتها المليشيات من قتل ممنهج ونهب للممتلكات وتخريب لمرافق الخدمات ومحاولاتهم المستمرة لتشريد مواطني الخرطوم ومدن أخرى من منازلهم تمهيدا لمصادرتها أو نهبها أو استغلالها للأغراض الحربية"، وفق تعبيره.
كذلك ذكر "بالجرائم التي شهدتها ولاية غرب دارفور وطويلة وكتم وزالنجي ونيالا والخرطوم على أيدي الدعم السريع".
نداء عاجل
وكانت لجنة المقاومة المحلية أعلنت أن عدد ضحايا "مذبحة سوق قورو" ارتفع إلى 46 بحلول المساء، متوقعة أن يرتفع العدد .
إذ لا تزال الإصابات تتوافد إلى مستشفى بشائر في العاصمة.
ما دفع هذا المستشفى إلى إطلاق "نداء عاجل" للكوادر الطبية من أجل الحضور "مع تزايد أعداد المصابين الواصلين إليه".
لا تقدم ميدانيا
ومنذ اندلاعه في 15 أبريل، حصد النزاع بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، نحو 7500 قتيل وفق أحدث أرقام لمنظمة "أكليد" غير الحكومية التي ترجح، كما غيرها من المصادر الطبية والميدانية، أن تكون الحصيلة الفعلية أعلى، خصوصا في ظل انقطاع الاتصالات في مناطق عدة، ورفض طرفا القتال إعلان خسائرهما.
فيما اضطر نحو خمسة ملايين شخص من إجمالي عدد سكان البلاد المقدّر بنحو 48 مليون نسمة، إلى ترك منازلهم والنزوح داخل السودان أو العبور إلى دول الجوار خصوصا مصر وتشاد، وفق الأمم المتحدة.
وتركزت المعارك في الخرطوم ومحيطها، وإقليم دارفور في غرب البلاد، مع تواصل النزاع بين الحليفين السابقين البرهان ودقلو من دون أفق للحل.
رغم أنه منذ بدء الاشتباكات، لم يحقق أي من الطرفين تقدما ميدانيا مهما على حساب الآخر.
إذ تسيطر قوات الدعم على أحياء سكنية في العاصمة، ويلجأ الجيش في مواجهتها إلى سلاح الطيران والقصف المدفعي.