المصدر / وكالات
مهاجمة ديبلوماسي عربي في سفارة إسرائيل بلندن لحكومة نتنياهو على الفيسبوك ..يثير ضجة!
أثار دبلوماسي عربي يعمل في السفارة الإسرائيلية في لندن موجة ردود فعل نتيجة منشورات له على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، حين تحوّل من مدافع عن إسرائيل في وجه حملة المقاطعة الأكاديمية والثقافية والاقتصادية، الى أحد المنتقدين لسياسة الحكومة الإسرائيلية تجاه العرب البدو خاصة، والعرب عامة الذين يعيشون في إسرائيل ويحملون جنسيتها.
وإسماعيل خالدي هو دبلوماسي عربي من قرية عربية بدوية تدعى "عرب الخوالد"، التي تقع على سفوح تلال منطقة الجليل شمالي إسرائيل، ويعمل في السلك الدبلوماسي الإسرائيلي وتم مؤخرا تعيينه في السفارة الإسرائيلية في لندن لمواجهة حملة المقاطعة الدولية التي تتعرض لها إسرائيل.
وكان إسماعيل خالدي قد كتب في صفحته الشخصية مهاجما زميلة له تعمل في السفارة وأيضا مسؤولين دبلوماسيين آخرين متهما إياهم أنهم "يكرهون العرب والمسلمين أكثر من اللاسامية"، في حين شهد منشور له في الفيسبوك جدلا واسعا بعدما هاجم دبلوماسية إسرائيلية يهودية في نيويورك حول جرائم القتل ضد النساء العربيات في إسرائيل.
وكانت الدبلوماسية جاليت بيلغ تمنت أن يعالج المجتمع العربي هذه الظاهرة وألا يعتمدوا على الشرطة في ذلك، في حين ردّ عليها خالدي واصفا موقفها هذا على أنه "نابع من مدى كراهيتها للعرب"، وقال في صفحته "هذا ينم عن كراهيتك للعرب الذين لا يهمكم أمرهم سوى التحريض عليهم في كل فرصة".
وأضاف في معرض ردّه عليها "هذه الكراهية تقود في نهاية المطاف للعنصرية ضد العرب في الشارع الإسرائيلي وهذه تتسبب بالتالي بهجمات ضد إسرائيل في العالم".
ومؤخرا، وصلت تعقيباته ومنشوراته لتطال الحكومة الإسرائيلية ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حينما علّق على تصريحات وزير "تطوير النقب والجليل" سيلفان شالوم عقب الانتهاء من التصويت على الميزانية العامة للدولة، فقال خالدي إن "هل فرح الإسرائيليين الآن بالإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد هو المهم فعلا الآن، وأهم من قرية بدوية في النقب لا شارع لها، أم هؤلاء السكان هم مواطنون من الدرجة الثانية؟" تساءل خالدي مع نشر صورة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
وتابع قائلا: "تعالوا نرى من سيحظى بالأولوية: جاسوس يهودي في الولايات المتحدة أم قرية بدوية دون ماء وكهرباء؟". وسلسلة المنشورات والتعقيبات لخالدي حصدت الآلاف من شارات الإعجاب في الفيسبوك إلا أن ذلك أثار حفيظة وزارة الخارجية الإسرائيلية التي استدعته لجلسة استماع بسبب تصريحاته المستمرة.
وعلى ما يبدو، فإن الخالدي، إضافة عن الحملة التي يقودها ضد المقاطعة لإسرائيل قرر أن يخوض معركة من أجل تحصيل الميزانيات لقريته والقرى العربية البدوية في جنوب إسرائيل، والدفاع عن القرى العربية البدوية غير المعترف بها في النقب، حيث قام في السنتين الأخيرتين أيضا بالتهجم عبر صفحته عن الأوضاع في القرى العربية، حيث كتب نحو سنة ونصف عن قريته قائلا "ضبطت نفسي وفرملت لساني لأنني لا أرغب القول أبرتهايد".
وأيضا، فيما يبدو أن جلسة توبيخية أو تشكيل لجنة استماع إسرائيلية له على خلفية تصريحاته لن تؤدي على الأرجح إيقافه عن العمل، بحيث أن موظفين ودبلوماسيين إسرائيليين يشيدون باستمرار بعمله "الصعب والدؤوب في مناهضة حملة المقاطعة ضد إسرائيل" رغم غضبهم العارم عليه ومن مواقفه.