المصدر / وكالات
نشرت وسائل إعلام غربية تفاصيل جديدة عن الوثائق المسربة من شركة "موساك فونسيكا" للخدمات القانونية التى تتخذ من بنما مقرًا لها وتعد إحدى أكثر الشركات التى تحيط أعمالها بالسرية.
وكشفت الوثائق التى وصل عددها لـ11 مليون وثيقة، تورط 72 من رؤساء الدول الحاليين والسابقين، فى عمليات مالية مشبوهة بينهم الرئيس المصرى الأسبق حسنى مبارك، ونجله علاء مبارك، والعقيد الليبى الراحل معمر القذافى، والرئيس السورى بشار الأسد وأبناء عمه. وتطرقت الوثائق السرية إلى العلاقات التجارية والأصول غير المعلنة وغير الشرعية لكل من الرئيس الأرجنتينى ماوريسيو ماكرى، ورئيس وزراء العراق السابق إياد علاوى، ورئيس وزراء أيسلندا، ورئيس أوكرانيا، ورئيس وزراء باكستان، ونجل الأمين العام للأمم المتحدة السابق كوفى عنان، ووالد رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون.
كما كشفت وثائق بنما المُسَرَّبَة، وجود اسم أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثان، ضمن قائمة الشخصيات المتهمة بـ"إخفاء الثروات" والتهرب والضريبى عبر شركة "موساك فونسيكا" للخدمات القانونية التى تعمل فى بنما، والتى سرّبت الوثائق.
وأشارت الوثائق إلى تواصل محامى من مدينة لوكسمبورج بعد عام من تنحى أمير قطر السابق عن الحكم كى تعمل شركة "موساك" لإخفاء ما حققه الأمير السابق من مكاسب عبر شراء إحدى الشركات المسجلة فى جزر "فيرجين" البريطانية.
وتكشف الوثائق امتلاك آل ثان أغلبية الأسهم فى شركة "رين وياليس" من سبتمبر 2013، التى لها وديعة فى بنك أوف تشينا فى لوكسمبورج. وأوضحت أن أمير قطر السابق كان يملك غالبية الأسهم فى الشركتين، ليستحوذ هو ورئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها السابق على 25 % من الأسهم.
كما ورد اسم "محمد مصطفى" نائب رئيس الوزراء الفلسطيني السابق الذي استقال في 2015 وهو رئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني حالياً .
كما كشفت "تسريبات بنما" أن البيانات التي حصلت عليها من شركة "موساك فونيسكا" توضح أن على أبو الراغب - وزير الدفاع الأردني السابق - عمل مديرًا لشركة خارج بلاده في جزر العزراء البريطانية في منطقة الكاريبي، بينما يتملك شركة أخرى في دولة سيشل - دولة أفريقية عبارة عن جزيرة في المحيط الهندي.
ففي يوليو 2003 - قبل أشهر من استقالته من منصبه كرئيس وزراء ووزير دفاع ـ أصبح أبو الراغب وزوجته مدراء لشركة في جزر العزراء لها حسابًا بنكيًا ببنك عربي في جنيف بسويسرا، ولكن نشاط الشركة تم تعطيله في أغسطس 2008.
وفي ذات العام أصبح مديرًا لشركة أخرى في ذات الجزر البريطانية وكلا الشركتان لم يكن نشاطهما معروف.
وحتى ديسمبر 2014 امتلك أبو الراغب 3 شركات في دولة سيشل، وعمل أبنائه في إدارة شركات أخرى بعضها امتلك حسابًا في بنك عربي للاستثمار في الأردن.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية إن الوثاق المسربة تشير إلى فضائح فساد كبرى قد تهز جميع أنحاء العالم، موضحة أن شركات عالمية كبرى متورطة أيضًا فى عمليات غسيل الأموال. وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن الرئيس الروسى فلادمير بوتين وعدد من أقاربه متورطين فى عمليات غسيل أموال تصل لميارات الدولارات، من قِبَل شبكة أعمال يديرها "بنك روسيا".
وأوضحت الصحيفة العبرية أن اسم بوتين لا يظهر فى الوثائق نفسها، ولكن وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية التى نشرت الوثائق، أشارت إلى أن أقارب الرئيس الروسى ربحوا المليارات من المعاملات غير الشرعية وأنها من الممكن أن تكون قد تمت دون موافقته.
وتشير الوثائق أيضا إلى تورط 8 على الأقل من القيادات الحاكمة فى الصين فى إدارة أموالهم بطرق سرية، بالإضافة إلى تورط 23 شخصية عالمية بسبب علاقاتهم التجارية المشبوهة من كوريا الشمالية، وزيمبابوى، وروسيا، وإيران، وسوريا، جميعهم كانوا عملاء للشركة البنمية.
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن الوثائق المُسَرَّبَة من شركة "موساك فونسيكا" للخدمات القانونية التى تتخذ من بنما مقرًا لها وتعد إحدى أكثر الشركات التى تحيط أعمالها بالسرية، كشفت تورط 600 شركة إسرائيلية فى عمليات إخفاء ثروات وغسيل أموال.
وأوضحت الصحيفة العبرية أن من بين المساهمين فى هذه الشركات الإسرائيلية هم شخصيات معروفة فى إسرائيل مثل يعقوب وينروس، ودوف فايسجلاس مدير مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق إرييل شارون، ورجلا الأعمال عيدان عوفر، وتيدى ساجى، والمحامى الإسرائيلى المعروف أمير ماور، رئيس مكتب فرع الشركة البنمية فى إسرائيل.
وأشارت "هآرتس" إلى أن الوثائق المسربة تبين أن أكثر من 600 شركة إسرائيلية، وحوالى 850 مساهمًا إسرائيليًا، متورطين ضمن التهرب الضريبى غير القانونى. وأوضحت أنه واحدة من الشركات المدرجة فى قاعدة البيانات المسربة هى شركة "حيازات ياقوت" المسجلة فى أغسطس 2002، وشركة "جزر فيرجن" البريطانية، التى يساهم فيها يعقوب وينروس، المحامى المعروف.
من جانبه رفض رودولغين التعقيب على الخبر عندما توجهت له "الغارديان" البريطانية، مؤكدا إنه "غير مستعد للتعقيب" على هذه القضايا التي وصفها بـ"الحساسة". وقال "كنت متعلقا بهذه القضايا منذ زمن بعيد قبل بيريسكترويكا.. حدث الأمر، وبدأ يتطور ويكبر، وهذه الامرو حدث. بيت الموسيقى في سانت بترسبورغ هو بملكي ومن تمويلي الخاص".
اما المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف فرفض التعقيب كليا على هذه التهم التي تربط بين الرئيس الروسي وارتكاب جرائم فساد وتبييض أموال. واتهم بيسكوف وكالات استخبارات أجنبية بالوقوف وراء هذا "الهجوم المعلوماتي" ويهدف الى زعزعة روسيا قبل الانتخابات مؤكدا أن روسيا تملك "الأدوات القانونية للدفاع عن كرامة بوتين".
كما تكشف المستندات عن كيف قام رئيس وزراء ايسلندا سيغموندور غولاوغسون بإخفاء ملايين الدولارات باستثمارات في شركات في الخارج بدلا من ايداعها في مصارف بلاده التي أدى انهيارها الى سقوط الحكومة وأزمة مالية خانقة. يواجه رئيس الوزراء الايسلندي الآن اتهامات بالفساد ومطالب بالاستقالة من منصبه.