المصدر / وكالات
يسلط إصداران بسوق السندات الدولية الخليجية هذا الأسبوع، الضوء على انحسار حالة الفزع من تدني أسعار النفط، واستعداد المستثمرين الأجانب للشراء في ديون المنطقة من جديد، لكن مع استمرار الحساسية الشديدة إزاء التسعير، وفقاً لـ رويترز".
وكان الجمود قد أصاب السوق في الربع الأخير من العام الماضي، مع نزول أسعار النفط عن 30 دولارا للبرميل، وهو ما أثار المخاوف بشأن سلامة الاقتصادات الخليجية في ظل حقبة الخام الرخيص. لكن أسعار النفط انتعشت بعد ذلك إلى حوالي 40 دولارا، ودشنت حكومات دول مجلس التعاون الخليجي الست إجراءات تقشف لاحتواء عجز الميزانيات. وانتعشت معظم عملات دول الخليج في الأسواق الآجلة، ما يظهر أن المستثمرين لم يعودوا يتوقعون خفضا وشيكا لقيم العملات.
وتجلى تحسن المعنويات في الإقبال على سندات قيمتها 500 مليون دولار، لأجل خمس سنوات من البنك الأهلي القطري هذا الأسبوع، حيث اجتذب الإصدار الأول للبنك طلبا بنحو 1.2 مليار دولار، وهو ما يذكر بأرقام ما قبل منتصف 2015 عندما بدأت أسعار النفط المنخفضة تهز الثقة في الخليج.
لكن إصدار قياسيا للصكوك لأجل خمس سنوات طرحته يوم الثلاثاء المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص ومقرها جدة، استغرق يوما إضافيا لإغلاقه، وتقلص إلى 300 مليون دولار من 500 مليون.
ويشير التباين إلى الاختلاف الشديد في الموقف من التسعير مقارنة مع ما قبل منتصف 2015، رغم عودة الطلب إلى سوق السندات الخليجية.
وقال شيراج دوشي النائب الأول لرئيس الاستثمار في قطر للتأمين: "الطلب على السندات الخليجية تحسن بعد استقرار أسعار النفط والتحسن العام في آفاق الائتمان للأسواق الناشئة، وتحسن الأوضاع المالية لحكومات المنطقة، وزيادة السيولة المتوفرة لدى المستثمرين الإقليميين من توزيعات الأرباح النقدية".
وأضاف: "لكن حساسية المستثمرين للسعر تزداد بسبب استمرار الضبابية الكبيرة فيما يخص أسعار النفط".
في منتصف يناير، أعادت إمارة الشارقة فتح سوق السندات الخليجية بعد توقف دام ثلاثة أشهر، عندما جمعت 500 مليون دولار من إصدار سندات إسلامية. أعقب ذلك عدة إصدارات من حكومة البحرين وشركة مشاريع الكويت والبنك الإسلامي للتنمية ومقره جدة، وغيرهم.. لكن تدفق الصفقات كان متقطعا وطلبات الاكتتاب ضئيلة.
وتشير سندات البنك الأهلي التي تعطي فيتش الجهة الضامنة لها تصنيف A+ وتصنفها موديز عند A2 إلى عودة الطلب لمستويات قوية، قد تشجع على سلسلة من الإصدارات الجديدة في المنطقة. وقالت الشركة الكويتية للأغذية (أمريكانا) أمس الخميس، إنها تريد موافقة المساهمين على إصدار سندات بعملات من بينها الدينار الكويتي.
وشهدت سندات الأهلي إقبالا أجنبيا قويا حيث جاء نحو 20% من المستثمرين من آسيا و50% من الشرق الأوسط، والنسبة الباقية من أوروبا وأماكن أخرى بحسب ما ذكره مصرفي شارك في العملية.
وبلغ سعر السندات 100.50 نقطة في السوق الثانوية أمس الخميس، ارتفاعا من سعر إعادة الطرح البالغ 99.394.