المصدر / وكالات
في ظل الحديث المتصاعد عن إمكانية ضرب "تسونامي" لشواطيء قطاع غزة بعد تحذيرات نشرتها وسائل اعلام عبرية - فإن نفي الاخبار الاسرائيلية التي حددت موعدا محددا للتسونامي مستمر من قبل الخبراء والجيولوجيين الفلسطينيين . في هذا السياق لفت عدد من الكتاب امكانية اصطناع اسرائيل لتفجير نووي داخل البحر المتوسط كـ"تجربة" ما قد يؤدي لتسونامي مُصطنع وهو أمر حدث سابقا من خلال "فرنسا" حيث غمرت المياه الشواطيء الجزائرية بعد تجربة نووية فرنسية اعتبرت في حينها ظاهرة طبيعية دون الاعلان الرسمي عن التجربة الفرنسية .
في شرح التسونامي واسبابه اكد استاذ علوم الجولوجيا في جامعة النجاح الوطنية د. جلال الدبيك ان معظم انواع امواج المد البحري "تسونامي" تحصل بسبب حصول زلزال، لافتا الى انها ترافق حصول زلزال كتابع له بشرط ان يكون مركز الزلزال في قاع البحر او المحيط وان يكون الكسر الارضي الذي احدث الزلزال كسر عامودي في طبقات الارض، مبينا ان هناك زالزل يحصل ولا تؤدي الى وجود امواج مثل التسونامي وهناك زلازل تؤدي الى حدوث تسونامي.
وقال : "تعرضت منطقة البحر الابيض المتوسط تاريخيا الى اكثر من حادثة تسونامي في بعض المناطق، وبالنسبة لمنطقة غزة و الساحل الفلسطيني تحديدا المنطقة الممتدة من قطاع غزة الى عسقلان هناك نوع اخر من التسونامي وهو نوع لا يعتمد على زلازل وانما يحدث جراء حصول انزلاقات للكتل الصخرية الموجودة في الجبال الموجودة داخل البحار يؤدي انزلاقها الى حدوث تسونامي".
واضاف: "الشيء الخطأ من الناحية العلمية الذي سمعته في بعض وسائل الاعلام بان تم تحديد يوم معين لحدوث التسونامي وهو يوم 15 من هذا الشهر حيث ان هذه الاشاعات عارية عن الصحة و لا يوجد لها مرجعيات علمية لان التسونامي مرتبطا بالزلزال ولحظة حدوثه لا يعلمها الى الله عز وجل".
وتابع: "بالحديث عن تسونامي على مستوى دول البحر المتوسط وليس بالحديث عنه فقط من الجانب الاسرائيلي، ففي عام 2017 و2018 سيكون هناك انذار مبكر لتسونامي اي سيتم ايعاز المواطنين بوجود زلزال مبكر خلال المدة ما بين دقائق الى 50 دقيقة، فاذا كان مركز الزلزال الذي احدث تسونامي بعيدا عن الشواطئ يكون الايعاز للمواطنين خلال 45 او 50 او 55 دقيقة كحد اقصى، اما اذا كان قريبا مثل البؤر الزلزالية القريبة من قبرص يتم ايعاز المواطنين خلال 20 او 25 او 30 دقيقة، اما اذا كان قريبا من الساحل الفلسطيني على شاطئ حيفا يكون خلال دقائق معدودة بل ثواني".
ورأى هذا الموضوع معقدا قليلا في غزة، مرجعا ذلك ان السكان في منطقة مخيم الشاطئ مثلا قريبون من الساحل، لافتا في الوقت ذاته ان التسونامي اذا ما وقع فانه لن يؤثر على المباني الجيدة و انما تؤثر على المباني الخفيفة و الصفيح، داعيا بالا يكون هناك منشآت خفيفة على شاطئ البحر.
وبين ان التسونامي الذي تم الحديث عنه في منطقة البحر الابيض المتوسط ليس كتسونامي اليابان واندونيسيا الذي بلغت قوته 7 او 8 او 9 درجات، اما الزلزال الذي يحدث في منطقة البحر المتوسط قد يصل قوته من 6 الى 7 درجات على مقياس ريختر، موضحا ان قوة التسونامي مرتبط بقوة الزلزال، لذلك فان التسونامي الذي يحدث في منطقة البحر المتوسط يصنف على انه تسونامي بقوة تتراوح ما بين 6 الى 7 درجات كحد اقصى.
واشار الى ان امتداد المياه في الشاطئ يعتمد على الشاطئ نفسه، فاذا كان الشاطئ على مستوى المياه واذا كان ممتدا على نفس مستوى البحر تقريبا فان المياه تمتد داخل اليابسة وهذا يختلف من منطقة الى منطقة، على حد تعبيره.
وحول ما ان كانت اسرائيل ستصطنع تسونامي في محاولة للتاثير على غزة وتربتها , قال الدبيك: "الاسرائيليون يقومون بالتدريب الميداني لذلك فانهم اختاروا عسقلان لذلك، وفي السنوات القادمة سيختارون مدينة اخرى نتيجة ان عسقلان لها ظروف معينة حيث انها قد تتعرض لنوعين من التسونامي، تسونامي ناتجة عن الزلازل، واخر ناتج عن انزلاقات في الصخور، لذلك فقد وضعت في عسقلان اشارات تحذيرية مثلها مثل كل الدول المعرضة لتسونامي".
واضاف: "الاسرائيلي احرص على الحياة من الفلسطينيين و بالتالي اذا افتعل تسونامي فانه سيؤثر على مدنه كما سيؤثر على مدننا، لذلك فانه احرص على الحياة، لان كل الوقائع التي عشناها في العشرات السنوات الماضية تظهر انه يخاف من اي شيء، وبالتالي من الناحية العلمية فان اي تفجير ينتج عنه تسونامي فانه بحاجة الى كمية هائلة من المتفجرات و هذا لا يمكن اي يشمل منطقة و انما سيمتد الى مناطقهم".
مشددا على ضرورة اخذ اجراءات السلامة والوقاية و الابتعاد الشواطئ في حال حدوث زلزال على الشوطئ ووضع اشارات تحذيرية، لافتا الى ان موضوع ان تقوم اسرائيل بوضع قنبلة او ما شابه فان ذلك بعيدا عن الصحة وعن المنطق العلمي.
بدوره نفى الأستاذ الدكتور أسامة زين الدين أستاذ علم الجيولوجيا والاستكشاف عن بعد بكلية العلوم بجامعة الأزهر بغزة مدى صحة هذه الأخبار من الناحية العلمية، الحديث الذي يدور عن التنبؤ بوقوع هزة أرضية "زلزال" في يوم معين وبقوة محددة، معتبرا ان ذلك غير وارد على الإطلاق، لافتا الى ان العلم في مجال الزلازل لم يتوصل حتى هذه اللحظة الى معرفة مكان و موعد وقوة أي هزة ارضية ممكن أن تحدث على سطح القشرة الأرضية، ولكن ممكن أن يتوقع حدوث هزة في مكان ما، ولكن لا يمكن تحديد قوتها ووقت حدوثها، والحديث عن توقعات حدوث هزات أرضية في أماكن معينة على سطح الأرض وارد، لأنّ أماكن حدوث الزلازل معروفة على الخريطة التكتونية، والتي تسمى بحزام الزلازل، وهي مناطق الحدود التكتونية للصفائح المكونة للقشرة الأرضية.
هذا أوضح أ.د. زين الدين أن جزيرة قبرص يحدها صدع وهذا الصدع يسبب حدوث الزلزال في هذه المنطقة، وعبر التاريخ حدث زلزال في ذات المنطقة، سببه تسونامي ضرب سواحل فلسطين، ولكن بشكل لا يسبب مخاطر شديدة على السواحل الشمالية، وكلما نتجه إلى الجنوب، فإن الساحل الجنوبي يكون أقل حده منه في الشمال، لذا لا يسبب أي مخاطر على المنطقة.
وبين انه لو حدث زلزال في هذه المنطقة فلا داعي للقلق على سكان مناطق الساحل الجنوبي لفلسطين، مؤكداً على أنه لا يمكن من الناحية العلمية التنبؤ بموعد أي زلزال قبل حدوثه، والتكهن بقوته حيث أن حدوث الزلزال يخضع لعوامل طبيعية لا دخل للإنسان فيها.
في بيان لها قال الدفاع المدني في غزة :"ما يدور من حديث في الإعلام حول تسونامي هو حديث اعلامي غير مبني على معلومات حقيقية؛ ولا توجد أية معلومات صادرة عن جهات أو مؤسسات رسمية إقليمية أو دولية؛ وقد أجرى جهاز الدفاع المدني اتصالات مع العديد من المؤسسات الدولية ذات العلاقة حول هذا الموضوع، وقد أبدوا استغرابهم مما يثار في وسائل الإعلام بهذا الخصوص؛ وأكدوا عدم توفر اي معلومات او إشارات بتوقع وقوع تسونامي"