المصدر / وكالات
ام بي سي» فتحت الهواء لإهانة الفلسطينيين وولي العهد السعودي تدخل عبر اتصال مع الرئيس
لم يكن الأمر سياسياً بالنسبة للفلسطينيين فيما يتعلق بمباراة الإياب بين السعودية وفلسطين ضمن تصفيات كأس العالم المقررة في روسيا عام 2018 ، خاصة بعدما لعب المنتخب الإماراتي مباراة الإياب على الأرض الفلسطينية المحتلة. وكان قدوم السعودية بالنسبة للفلسطينيين أمراً عادياً بل انتظروه للقاء «الأشقاء» على أرضهم كما فعلوا مع الإماراتيين. لكن حسابات السعودية كانت مغايرة تماماً.
وبعد مراحل طويلة من الأخذ والرد بدأتها السعودية باستصدار قرار غير قانوني من الفيفا بعدم القدوم إلى فلسطين بسبب الوضع الأمني ورفض التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، تراجع الفيفا عن قراره وأعاد المباراة إلى فلسطين تحت بند «الحق في الملعب البيتي» الذي حاربت فلسطين لأجله طويلاً وتم تثبيته أخيراً.
وخلال المراحل التي حاول فيها السعوديون نقل المباراة خارج فلسطين بشتى الطرق برز السعودي وليد الفراج مقدم برنامج «أكشن يا دوري» على قناة «إم بي سي أكشن». وخلال حلقاته المتتالية كانت افتتاحية البرنامج عبارة عن سخرية كبيرة ونقد لاذع للفلسطينيين وتحديداً اللواء جبريل الرجوب رئيس اتحاد كرة القدم، وكذلك الشعب الفلسطيني عامة.
لكن في آخر حلقة وبعد إعلان الاتحاد السعودي لكرة القدم انسحابه رسمياً أمام فلسطين خرج الفراج على الهواء وقد أعد «فيديو كليب» للواء الرجوب عبارة عن لقاءاته مع الإسرائيليين وتصريحاته السياسية أو الرياضية مدموجة بمسرحيات وأفلام مصرية ساخرة. الأمر الذي اعتبر أنه إهانة للرجوب وللفلسطينيين عامة، وخروجا عن القيم الإعلامية من محطة «إم بي سي».
وبعد الإعلان عن الانسحاب السعودي رسمياً، خرجت أخبار مصدرها السعودية ونشرها الإعلامي الفلسطيني يحيى نافع من قناة «بي إن سبورت» تقول «السعودية تحذر الحكومة الفلسطينية بقطع كافة المساعدات في حال عدم الطلب رسميا بنقل المباراة لملعب محايد لأسباب أمنية». وهنا شعر الشارع الفلسطيني بأن المعركة تحولت من رياضية إلى سياسية. وبدأت السعودية تمارس الابتزار بشكل علني عن طريق المال السياسي.
وتبع هذا الخبر أن نشر السعودي «وليد الفراج» تدوينة على حسابه الرسمي على تويتر قال فيها «عاجل: نقل مباراة السعودية وفلسطين من رام الله إلى الأردن بعد اتصالات بين ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفلسطيني». وعند الولوج إلى وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية للتأكد من صحة الخبر، أكدت الوكالة خبر الاتصال بين الرجلين، وقالت إنه جرى خلاله متابعة بعض القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبما يخدم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
واضطر تيسير نصر الله الناطق باسم اتحاد كرة القدس الفلسطيني إلى الخروج بتصريح قال فيه «لم يصلنا أي شيء من الفيفا حول نقل المباراة وهي صاحبة القرار في الموضوع».
وكان مسؤولون أمنيون فلسطينيون قد اجتمعوا مع مندوب الفيفا في رام الله يوم أول أمس. وبحسب مصادر «القدس العربي» فإنهم أوحوا له أن التقديرات الأمنية سلبية، وأن الحكومة الفلسطينية لا تستطيع تأمين المباراة. وهو ما يعني أن المباراة ستنقل بقرار من الفيفا إلى خارج الأراضي الفلسطينية.
وتباينت الآراء في الشارع الفلسطيني من هذه الأزمة على اعتبار «أننا تعودنا على رفع سقف شعاراتنا وإعطاء دفعة كبيرة من الأمل قد تصل إلى حد النشوة لكننا نخسر في كل مرة تحت طائلة الضغوط وفي شتى المجالات».
فكتب الصحافي خالد سليم على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: «أخشى أن تتحول المباراة العتيدة بيننا وبين السعودية إلى ساحة حرب لتفريغ التوتر الذي تعبّأ به الطرفان خلال الفترة الماضية. وسيكون المستطيل الأخضر مكانًا لتفريغ القهر الفلسطيني وإظهار علو الكعب السعودي الذي «انتصر» دون أن يلعب شئنا أم أبينا».
وأضاف سليم «تجاوزنا اليوم مرحلة نقاش حكاية التطبيع. ثمة كسر في النفوس. بكاء مكتوم. حرقة وغصة. لم نكن بحاجة إلى انتصار وهمي حتى تُكسر المعنويات مرة أخرى. كان يمكن للرئيس من البداية أن يتدخل دون أن تصل النشوة الشعبية إلى منتهاها ويعلن المتاح والممكن وقد يسكت الناس وينامون على ضيم قليل. أقترح أن نمنح السعودية النقاط الثلاث، ولا نلعب. القرار في يد اللاعبين فقط. لن نذهب لنخوض معركة خسرنا الإحماء فيها. ستكون التحية بين الفريقين هكذا: السعودية: فزنا عليكم ولو خسرنا. نحن: خسرنا ولو فزنا».
فيما صب المدون الفلسطيني محمود حريبات غضبه على بعض المواقف الفلسطينية وتحديداً حركة حماس التي باركت الانسحاب السعودي بالقول «مش زعلان على كمية السب والتخوين والبهدلة والتحقير والفيديوهات والسنابات والهاشتاجات من أجل التقليل والهجوم على المطلب الفلسطيني أن يكون له ملعب بيتي وزيارة من أهلنا وعزوتنا العرب اللي بعرفش اذا كانوا عزوة ولا لأ، اللي مزعلني هو موقف البعض الفلسطيني الي قاعد بسحج وبصفق وبكتب ع هاشتاجاتهم وبغلط علينا. إخزوا على حالكم».
ويقف الشارع الفلسطيني إلى جانب اتحاد كرة القدم ورئيسه جبريل الرجوب بقوة هذه المرة كونه لم يغير موقفه حتى لو نقلت المباراة، بينما اتهم الشارع الحكومة والرئاسة بالتدخل في شأن رياضي بعد تعرضهم للابتزاز السعودي عبر المال السياسي والتلويح بوقف الدعم.