المصدر / وكالات
الموت على الإنسان حق ، وكل نفس ذائقة الموت ، ولكل أجل كتاب ، وأنى كنتم يدرككم الموت حتى وإن كنتم في بروج مشيدة ، ولم يعرف عن إنسان أنه تخلّد ، فمن التراب وإلى التراب جميعنا يوما ما سوف نعود .
قال جل من قائل في محكم تنزيله : كل من عليها فان ، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ، وفي الحديث القدسي ، يقول الله بعد أن يموت الجميع ، وبعد أن يموت ملك الموت : أنا الله ولا إله غيري ، فكيف إذن يموت قابض الأرواح ؟ كيف يموت ملك الموت ومن يقبض روحه بعد أن لا يبق في العالم سواه من بعد الحي القيوم الذي لا يموت ؟.
إنّ في الموت لسكرات ، قالها حتى النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم ، وسكرات الموت سيذوقها الجميع ، ولكنها تختلف من حيث شدتها من إنسان إلى آخر حسب نوع عمله في حياته ، فمن الأرواح من يخرج سهلاً إلا بالقليل من جهد سكرات الموت ، ومنها من يخرج عنيفاً شديداً كإخراج إبرة من صوف ملتف حولها ، وقد كلّف الله ملك الموت بمهمة من أصعب المهمات الوجدانية ووطأة على النفس : انتزاع الروح ، والموت هو منهي اللذات ومفرق الجماعات ، ولطالما اشتكى ملك الموت إلى الله عز وجل في بضعة حالات ثقل نزعه لروح البعض على نفسه ، وكان الله يقول له أنه ليس بأرحم منه عز وجل على عبيده .
وبعد أن ينفخ في الصور النفخة الأولى ويتم قبض أرواح من تبقى من البشر ، يبق ملك الموت الروح الحية الوحيدة بين يدي الله ، فيقف بين يديه عز وجل ، ليقبض الله بيده روحه ، يحق لملك الموت أن يتباهى بأنه المخلوق الوحيد الذي تقبض روحه يد الله نفسه ، لا مخلوق سواه ، ولكن المصادر تنبؤنا بما سيقوله ملك الموت لرب العزة الحي القيوم في ذلك اليوم : يا رب ، لو علمت أن سكرات الموت هكذا ، لما قبضت روح أحد قط ، وسبحان الحي الباقي الذي لا يموت .