المصدر / وكالات
شهدت مدينة حلب تصعيدا عسكريا من قبل قوات النظام بدأ منتصف الشهر الجاري، وبلغ ذروته خلال اليومين الماضيين لجهة الخسائر في صفوف المدنيين رغم سريان الهدنة المرعية من قبل روسياوالولايات المتحدة منذ 27 فبراير/ شباط الماضي.
أكثر من خمسين شخصا بينهم أطفال ونساء وكبار سن قتلوا فقط خلال اليومين الماضيين جراء قصف قوات النظام على أحياء مدينة حلب وريفها. وترافقت التطورات على الأرض في حلب من اشتعال للجبهات جنوبها وشمالها، وحملة القصف المكثفة من قبل قوات النظام مع إعلان الهيئة العليا للمعارضة للتفاوض مع النظام تعليق نشاطاتها وانسحابها ومغادرتها جنيف.
كما أصدرت غرفة عمليات فتح حلب التابعة للمعارضة المسلحة بيانا هددت فيه باعتبار الهدنة السارية بالبلاد ملغاة في حال استمرت قوات النظام في قصف المدنيين وبعملياتها العسكرية، وترافق ذلك مع دعوة من قبل المبعوث الأممي ستفان دي مستورا لعقد اجتماع مع مجموعة دول أصدقاء سوريا.
رسائل متبادلة
ويرى عضو الائتلاف الوطني السوري سمير نشار -وهو ابن مدينة حلب- أن تصعيد قوات النظام من قصفها للمدنيين في حلب يسعى لإجبار الهيئة العليا للمفاوضات على التخلي عن شرط تنحي الرئيسبشار الأسد خلال مفاوضات جنيف-3، ويقول نشار إن النظام أراد القول إن تطبيق قرار مجلس الأمنرقم 2245 خصوصا ما يتعلق بالمعتقلين وإدخال المساعدات يمكن التعامل معه ولو جزئيا.
وأشار إلى أن تصعيد قوات النظام في حلب رسالة دولية من قبل داعمي النظام لداعمي المعارضة بإمكانية إعادة إحياء فكرة السيطرة على مدينة حلب في حالة عدم التخلي عن مطلب تنحي الأسد، وأن داعمي النظام في العموم يعلمون مدى أهمية هذه المدينة حتى على المستوى الإقليمي والدولي.
ويضيف نشار أن داعمي النظام السوري (روسيا وإيران) أرادوا توجيه رسالة مفادها أن الهيئة العليا للمفاوضات ستدفع الثمن على تعليقها مشاركتها في مفاوضات جنيف.
ويؤكد نشار أن لحلب أهمية على المستوى العسكري والاقتصادي، والرمزي لـ الثورة السورية في العموم، لذلك اختار النظام التصعيد فيها لإدراكه تلك المعطيات وأن السيطرة على المدينة ستجعل السيطرة على بقية المدن السورية مسألة وقت.
إحراج للمعارضة
يقول مستشار الهيئة العليا للمفاوضات مع النظام نصر الحريري، خلال حديث للجزيرة نت، إن الهجمة الهمجية لقوات النظام على أحياء حلب وريفها في هذا التوقيت لإحراج المعارضة ودفعها إلى أخذ موقف سلبي من المفاوضات في جنيف، وبالتالي يظهر أمام الرأي العام الدولي أنه مع الحلول السياسية في حين أن الطرف الآخر هو من يعرقلها.
ويضيف الحريري أن النظام الحاكم يدرك أن عملية الانتقال السياسي في سوريا ستطيح به وبرموزه حتما، ولذلك اختار التصعيد من أجل إفشال مفاوضات جنيف، كما أن النظام أراد من خلال هذه الهجمة أن ينتقم لخسائره التي مني بها في ريف حلب الجنوبي وفي شمال مدينة حلب.
ويشدد مستشار الهيئة العليا للمفاوضات على أن إدراك النظام بأنه سيفلت من أي عقوبة أو تحرك دولي ضد انتهاكاته يجعله يتمادى أكثر ويرتكب مزيدا من الجرائم، فهو اخترق وما زال يخترق الهدنة منذ بدايتها.