المصدر / وكالات
في استعراض لسياسة خارجية قال إنها ستضع أمريكا أولا على الدوام تعهد المرشح الجمهوري المحتمل لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب يوم الأربعاء بأن يعمل على أن يتحمل حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا وآسيا جانبا أكبر من العبء المالي للدفاع عن دولهم وإلا سيتركون ليدافعوا عن أنفسهم.
وفي خطاب رئيسي وجه ترامب انتقادات للسياسة الخارجية للرئيس الأمريكي باراك أوباما وقال إنه سمح للصين باستغلال الولايات المتحدة وفشل في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية. وتعهد "بتجديد شامل للسياسة الخارجية لأمريكا."
وتحدث الملياردير ترامب غداة انتصاره في الانتخابات التمهيدية للحزب بخمس ولايات بالشمال الشرقي ليصبح أقرب لانتزاع ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات المقررة في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني.
وقال ترامب في خطاب وصف خلاله السياسة الخارجية للرئيس الديمقراطي باراك أوباما بأنها كارثية "حان الوقت لتغيير شامل في السياسة الخارجية لأمريكا. حان الوقت لوجوه جديدة وأصوات جديدة."
لكن رسالة ترامب حملت بعض التناقضات وتجنب خلالها لحد بعيد الخوض في التفاصيل.
فالرجل تحدث عن بناء العسكرية الأمريكية كقوة ردع لخصوم الولايات المتحدة لكنه قال إن حلفاء أمريكا في أوروبا وآسيا سيتعين عليهم دفع المزيد من المال مقابل حماية أمريكا لهم.
وانتقد كذلك رؤساء سابقين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لإشراك الولايات المتحدة في صراعات عسكرية بالخارج لكنه قال إن الولايات المتحدة ربما تحتاج لاستخدام القوة لدحر تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضاف "سياستي الخارجية ستضع دائما مصالح الشعب الأمريكي وأمن الأمريكيين فوق كل شيء. سيكون هذا أساسا لأي قرار أتخذه. أمريكا أولا سيكون شعارا رئيسيا ومسيطرا في إدارتي."
ووصف تيد كروز المنافس الرئيسي لترامب على بطاقة ترشيح الحزب إن "خطاب ترامب دليل واضح جدا على فشله في الاختبار الرئاسي."
* "يبيع حلما"
قال جون ألترمان مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن إن خطاب ترامب لم يشمل تفاصيل كافية لوصفه بخطاب استراتيجي.
وأضاف "إنه في النهاية يبيع حلما ولا يقدم خطة. إنه يمثل مكتب المبيعات لكنه لم يطرح أي شيء عمن سيقوم بدور المهندس ومن سيقوم بدور عامل البناء."
وقال ترامب إنه سيعزز الجيش الأمريكي لمجاراة البرامج العسكرية للصين وروسيا لكنه لن يستعين بالقوات المسلحة الأمريكية إلا حين تقتضي الضرورة.
وأضاف "لن أتردد في نشر قوة عسكرية حين لا يكون هناك بديل. لكن إذا حاربت أمريكا فيجب أن تحارب لتنتصر. لن أرسل أبدا أفضل من لدينا إلى المعركة ما لم يكن هذا ضروريا ولن أفعل هذا إلا حين تكون لدينا خطة للانتصار."
وفي ظل التوتر الحالي في العلاقات الأمريكية الروسية بسبب قضايا عديدة بينها دعم موسكو للرئيس السوري بشار الأسد قال ترامب إن من الممكن "تخفيف التوتر مع روسيا من موضع قوة."
وقال أيضا إنه سيستخدم النفوذ الاقتصادي لأمريكا ليقنع الصين بكبح جماح برنامج كوريا الشمالية النووي.
وتابع "الصين تحترم القوة.. ونحن فقدنا احترامهم بالسماح لهم باستغلال الولايات المتحدة اقتصاديا."
وقال ترامب إنه سيدعو لعقد قمتين منفصلتين واحدة مع حلف شمال الأطلسي والأخرى مع حلفاء أمريكا الآسيويين لمناقشة "إعادة التوازن" لالتزامات الولايات المتحدة المالية إزاء الدفاع عنهم.
وتحدث ترامب بصرامة وهو يقول إن حلفاء الولايات المتحدة استفادوا من مظلتها الدفاعية لكنهم لم يتحملوا نصيبا عادلا من التكلفة.
وقال "الدول التي ندافع عنها يجب أن تدفع نظير ذلك. إذا لم يحدث هذا فعلى الولايات المتحدة أن تكون مستعدة لترك هذه الدول تدافع عن نفسها. لا نملك خيارا آخر."
ولم يسبق أن انتخب ترامب لمنصب رسمي لكنه بنى شعبيته خاصة بين الأمريكيين البيض من أبناء الطبقة العاملة بتعهدات براقة عن "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى."
ويرتجل ترامب خطبه عادة لكنه تحدث يوم الاربعاء من نص مكتوب على شاشة أمامه محاولا التقرب أكثر للناخبين الجمهوريين.