المصدر / وكالات
رغم أنه كان قد قال في مقابلة يوم الأحد ان الضرائب قد ترتفع على الأغنياء تحت خطته الاقتصادية، إلا أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب أعلن أنه لن يرفع الضرائب على الأغنياء.
كان ذلك تناقضاً آخر للملياردير الذي حير المراقبين بشعبيته التي لم تتأثر حتى الآن إطلاقاً بمواقفه غير الواضحة وبحقائقه المغلوطة.
"أنا سأخفض الضرائب أكثر من أي مرشح آخر، وأي زيادة في الضرائب يتم التفاوض عليها مع الكونجرس ستكون أقل من نسبة الضرائب الحالية"، قال ترامب في تغريدة الاثنين. لكن ترامب كان قد قال في مقابلة مع قناة إي بي سي الأحد إن "الضرائب سترتفع قليلاً"، في اجابة على سؤال للصحافي المخضرم جورج ستيفانابوليس الذي سأل ملياردير العقارات "في نهاية الأمر، هل تريد أن ترتفع الضرائب على الأغنياء أم لا؟".
ولا يقوم ترامب بتغيير مواقفه، بل يغير الحقائق أيضاً، فهو يدعي أنه عارض الحرب الأميركية على العراق عام 2003، رغم أن الموقع الصحافي "بازفيد" كشف عن تصريحات لترامب في ذلك الوقت تتناقض مع هذا الموقف.
ووجد موقع "فاكت تشيكير" التابع لصحيفة الواشنطن بوست - والذي يتابع مصداقية ودقة مواقف وتصريحات السياسيين - أن 70 في المئة من تصريحات ترامب التي ينظر الموقع في دقتها ليست فقط مغلوطة، بل تصنف بالكاذبة تماماً. منها اتهامات بأن عشرات المهاجرين إلى الولايات المتحدة وجهت إليهم تهم الإرهاب، وأن هيلاري كلنتون كانت أول من شكك في مولد الرئيس باراك أوباما في الولايات المتحدة، وكلاها تصريحان خاطئان تماماً.
ويلقى اللوم على الإعلام - لعدم مواجهته ترامب بهذه التناقضات بشكل مباشر- تارةً، وتارة أخرى يلقى اللوم على مناصري ترامب لعدم اكتراثهم بالدقة. لكن مايكل لينش، وهو بروفيسور فلسلفة في جامعة كونيتيكيت، يرى أن ترامب يجيد استخدام التناقض لصالحه، فهو لا يقول إنه أخطأ، أو غير موقفه. بل يعلن ترامب موقفاً آخر، متناقضاً، ويرمي بالمسؤولية على الناخب ليختار هو أي تصريح يصدق، أو أي موقف لترامب يفضل هذا الناخب أن يصدق.
وكتب لينش في مقال في صحيفة النيويورك تايمز عن نظرية "الانحياز لما تريد"، أي أن الشخص يحلل الحقائق كما يحب، ممثلاً على ذلك بـ"رفض ترامب الأولي لشجب النازيين الجدد مثل (الكو كلاكس كلان) الذين أعلنوا تأييدهم له. ترامب لاحقاً شجب هذه المجموعات، رغم هذا فالكثير منها لا تزال تدعم ترامب. لماذا (..) إن كنت توافق مع هذه المواقف فأنت تستطيع أن تفهم منها أنه هو يوافق أيضاً".
لينش يقول إن هذا النوع من الخطاب يناسب العصر الإلكتروني الحالي الذي يعتمد فيه الناخبين على الإنترنت للحصول على الأخبار. هم يتابعون المواقع التي تتماشى مع انتماءاتهم السياسية ويهملون ما لا يتماشى معها. لكن هناك خطر في ذلك، كما يكتب "إن لم نكن حذرين فنحن سنصل لمرحلة نعتقد فيها بأن لا قيمة للحياد، بل نعتاد على المعلومات المتناقضة ولا نعتقد أن هناك أي قيمة للحقيقة".