المصدر / وكالات
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" يوم الخميس نقلا عن مسؤولين أمريكيين أن قوات أمريكية للعمليات الخاصة تتمركز بموقعين في ليبيا منذ آواخر العام الماضي لمحاولة كسب تأييد محلي لهجوم محتمل على متشددي تنظيم داعش.
ونقلت الصحيفة عن المسؤولين الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم أن فريقين من الجنود يقل عددهما الاجمالي عن 25 جنديا يعملان من مناطق حول مدينتي مصراتة وبنغازي سعيا إلى استمالة حلفاء محتملين وجمع معلومات مخابرات بشأن التهديدات المحتملة.
ويعبّر نشر القوات الصغيرة في ليبيا عن مخاوف الإدارة الأمريكية حول تعاظم قوة التنظيم الإرهابي في ليبيا وانتشاره وسط توقعات بتوسيع الحملة ضده والتي شهدت عمليات أمريكية ضده وغارات جوية في العراق وسوريا فقط حتى الآن. كما تعبر عن اعتماد أوباما بالأخص على قوات الوحدات الخاصة لمكافحة الإرهاب وليس بعمليات واسعة الانتشار.
ومنذ أشهر يخطط البنتاغون - وزارة الدفاع الأمريكية لعملية محتملة ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي يملك آلاف العناصر والمقاتلين في مدينة سرت الساحية الواقعة تحت سيطرته.
ويأمل مسؤولون بأن تنجح القوات الخاصة الامريكية بتقييم وتعزيز قدرة القوات المحلية لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية. وقال ويليام ويشلير الذي كان من المسؤولين في البنتاغون عن العمليات الخاصة خارج أمريكا حتى العام الماضي "عمليات من هذا النوع قد تشكل الفارق بين النجاح والفشل فيما تعتبره الادارة كمناطق خارج العداوات الناشطة. نحن نقوم بترسيم خريطة للشبكات المحلية، المسالمة وغير المسالمة". في حين رفض المتحدث باسم البنتاغون التعقيب.
وكانت قد باشرت القوات الامريكية بزيارة ليبيا الربيع الماضي وأسست بعد نصف سنة معسكرين خارجيين في ليبيا، متطابقين تماما بهدف "مساعدة القوات المحلية على إعادة تأسيس بيئة آمنة".
ومن أهداف العملية في ليبيا ان تحدد أي من الفصائل الليبية المقاتلة تدعم حكومة الوفاق الليبية التي تشكلت قبل أشهر ودخلت العاصمة طرابلس قبل عدة أسابيع.
واكد مسؤول أمريكي أن البنتاغون يراقب الوضع في ليبيا عن كثب. بينما تسعى الولايات المتحدة الى نشر قوات متزايدة في ليبيا، يشير التقرير الى تنفيذ غارتين جويتين أمريكيتين في ليبيا. وكان قد تم توسيع نشاط وزيادة أعداد القوات الفاعلة في سوريا دون تحديد عددها، بينما في العراق هناك نحو 5000 جندي أمريكي.
وفي ليبيا التي تعيش حالة فوضى أمنية لا تزال العديد من الفصائل المقاتلة لا تقبل حكومة الوفاق الليبية، وبين هذه الفصائل قوات "فجر ليبيا" الإسلامية، وتنظيم الدولة الاسلامية الارهابي، إضافة الى قوات الجنرال خليفة حفتر التي ترفض الحكومة حتى الىن.
والولايات المتحدة ليست وحيدة، فوفقا للتقرير قال دبلوماسي فرنسي إن القوات الفرنسية المتواجدة في ليبيا تعمل على دعم الحكومة وليس أي قوة عسكرية أخرى.
من جانبها تخشى كل من مصر وتونس تدهور الأوضاع في ليبيا، وتسعى لضبط الحدود معها، ورغم مساعي الجنرال خليفة حفتر والقوات الموالية له لنيل تأييد القاهرة وتونس وحتى ابو ظبي، حتى الآن لم تعلن أي من هذه الدول دعمها له.
على صعيد متصل كان قد أكد مسؤول ليبي أن تنظيم الدولة الاسلامية نجح اثر هجمات شنها على تجمعات لقوات حكومة الوفاق الوطني على مدى الاسبوع الماضي في السيطرة على منطقة استراتيجية في غرب ليبيا تقع على طريق رئيسي يربط الغرب الليبي بشرقه. وقال المسؤول في غرفة العمليات المشتركة ضد تنظيم الدولة الاسلامية في مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) لوكالة فرانس برس الخميس إن "تنظيم الدولة الاسلامية سيطر على منطقة ابو قرين، وبالتالي على الطريق التي تمر بها".