المصدر / وكالات
خطر داعش يقترب والتنظيم يعلن "سرت" الليبية عاصمة تضم 5 آلاف مقاتل
منذ أكثر من عامين، وعندما كان الرئيس عبدالفتاح السيسي وزيراً للدفاع، حذّر من خطورة الوضع في ليبيا، وقال إن المهمة التي قام بها حلف شمال الأطلسي، الناتو، لم تكتمل، وهو ما سيكون له عواقب وخيمة.
ومؤخراً، وبالتحديد خلال زيارته الأخيرة إلى بريطانيا، كرر السيسي تحذيراته وأكد أن ليبيا تمثل قنبلة موقوتة سينتشر منها الإرهاب ليس فقط للدول العربية وعلى رأسها مصر وتونس خاصة بعد سقوط الحكم الإخواني في الدولتين، ولكن إلى العالم بأسره، وهو ما حدث في باريس مؤخراً، وليس آخراً.
التطور الجديد الذي كشفته العديد من التقارير الغربية هو أن تنظيم داعش بدأ يتجذر بقوة في ليبيا، وأعلن عن عاصمته الجديدة في الدولة وهي "سرت" التي تقع بين بنغازي في الشرق والعاصمة طرابلس في الغرب، لتنضم ذلك سرت إلى معقل آخر لداعش في ليبيا، وهي مدينة "درنة" في شرق الجماهيرية.
فقد قالت صحيفة "النيويورك تايمز" الأمريكية: عندما ارتفع علم داعش على جزء من الشريط الساحلي لمدينة سرت منذ عام كان ذلك مجرد ضربة لمجموعة من المسلحين المحليين يريدون من خلالها الترويج لوجودهم على الأرض في المدينة.
وأضافت بقولها "الآن فقد اختلف الوضع، وأصبحت سرت مستعمرة لداعش في ليبيا، حيث يحتشد المقاتلون الأجانب في مختلف أنحاء المدينة، وفقاً لما ذكره سكان وشهود عيان وسجناء تم إطلاق سراحهم مؤخراً في سجن سرت".
وأشارت إلى أن سرت أصبحت قبلة لقادة ومقاتلي داعش الفارين من سوريا والعراق، وذلك في ظل الضغوط التي يتعرضون لها مؤخراً في الدولتين.
وأكدت أن وصول داعش إلى سرت وإعلانها عاصمة له في ليبيا، يعني أن التنظيم الإرهابي بدأ التحرك بعيداً عن مناطق نفوذه القديمة في العراق وسوريا، وأصبح هدفه توسيع عملياته الخارجية، وهو ما وضح مؤخراً في عمليات إرهابية مثل إسقاط الطائرة الروسية في سيناء نهاية أكتوبر الماضي، وهجمات باريس الإرهابية في 17 نوفمبر.
وأشارت إلى أن الفرع الداعشي في ليبيا يحظى بتأييد فروع أخرى خاصة في مصر وأفغانستان ونيجيريا ومناطق أخرى في العالم.
ونقلت عن بارتيك بريور، المحلل البارز في مكافحة الإرهاب، والذي يعمل لدى الوكالة الاستخباراتية الدفاعية، قوله "نشعر بالقلق الشديد إزاء فرع داعش في ليبيا مقارنة بأي فروع أخرى. هذا المركز الذي يستطيع من خلاله إطلاق عملياته في شمال أفريقيا".
وكشفت النقاب عن أحد أبرز التنظيم في ليبيا حالياً، وهو قائد سابق في الجيش العراقي في نظام الرئيس الراحل صدام حسين، ويدعى أبوعلي الأنباري، حيث وصل مؤخراً إلى ليبيا عبر البحر المتوسط، وذلك وفقاً لسكان المدينة ومسئولين غربيين.
وفي نفس السياق، قدّرت صحيفة "الوول ستريت جورنال" الأمريكية عدد مقاتلي داعش في سرت الليبية بما يقرب من 5 آلاف مقاتل.
ونقلت عن السياسي الليبي الذي يعيش في مصراتة فتحي علي قوله: لا توجد لدينا دولة، والحكومة منقسمة، وهذا يمثل فرصة ذهبية لداعش كي تنمو في ليبيا".
وأكدت الصحيفة نقلاً عن مصادر استخباراتية أن قيادات داعش أصدرت تعليماتها بعدم توجه المقاتلين الراغبين في الانضمام للتنظيم إلى سوريا والعراق، وأن تكون وجهتهم الحالية هي ليبيا.
وأشارت إلى أن طموحات داعش في ليبيا كبيرة للغاية، حيث قال أبومغيرة القحطاني زعيم داعش في الجماهيرية إن التنظيم سيستغل الموقع الجغرافي لليبيا ومواردها النفطية في ضرب أوروبا أمنياً واقتصادياً.
وقالت إن 85% من النفط الليبي يتم تصديره إلى إيطاليا وفقاً للأرقام المعلنة لعام 2014، ويذهب نصف إنتاج الغاز الطبيعي الليبي إلى إيطالياً أيضاً.
وأكدت نقلاً عن سكان محليين في سرت أن مقاتلي داعش بدأوا في فرض هيمنتهم على الأوضاع في المدينة، حيث يفرضون الحجاب على السيدات ويمنعون الموسيقى والغناء، وقاموا بالفعل ببعض عمليات الإعدام التي تضمنت إعدام 4 أشخاص عن طريق "الصَلب".
مقاتلو داعش يتقدمون للسيطرة على محطة للطاقة غرب سرت..
داعش يستعرض قواته علانية في معقله بليبيا...
المركز الإعلامي لداعش في "سرت"..