المصدر / وكالات
قال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إنه "يجب على نتنياهو أن يبدي بعض الثقة"، بهدف دفع مبادرة السلام الفرنسية.
وجاءت أقواله فالس خلال مقابلة صحفية أجرتها معه القناة العبرية الثانية على خلفية إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو رفض المبادرة الفرنسية وتمسكه بخيار المفاوضات الثنائية المباشرة مع الفلسطينيين.
ووصل فالس إلى إسرائيل مساء السبت لزيارة ستستغرق أربعة أيام، سيعمل من خلالها على دفع المبادرة الفرنسية والاستعداد لعقد مؤتمر دولي للسلام في باريس في الثالث من حزيران.
وقالت مستشارة لوكالة "فرانس برس" إن الطائرة الحكومية التي كانت تقل فالس حطت قبيل الساعة 19,45 بالتوقيت المحلي (17,45 ت غ) في مطار تل أبيب الدولي.
وكان يرافق فالس وفد من الضيوف بينهم لطيفة بن زياتن وصموئيل وارماند سندلر أقارب ضحايا الهجمات التي نفذها محمد مراح في تولوز (جنوب شرق فرنسا) في 2012.
وضمن الوفد أيضا رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا روجيه كوكرمان وشقيقه هنري ورئيس غرفة التجارة الفرنسية-الإسرائيلية والمدافعان عن ذكرى "المحرقة" سيرج وبيتي كلارسفلد والصحافي جان بيار الكباش والمخرج الكسندر اركادي والمغنية كرين آن والمخرج راني مصالحة وعالمة الانتروبولوجيا ماريون سليتين.
وسيلتقي فالس بنتنياهو ظهر الاثنين في القدس بعد أسبوع من زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو الذي شكك أمامه نتنياهو في "حياد فرنسا".
وأعلنت فرنسا انها ستستضيف في الثالث من حزيران/يونيو اجتماعا دوليا حول عملية السلام بحضور الدول الكبرى وفي غياب الإسرائيليين والفلسطينيين. والهدف بحسب باريس هو التمهيد لعقد مؤتمر في الخريف يشارك فيه الطرفان.
وشكك فالس خلال المقابلة بدعوة نتنياهو للتفاوض المباشر مع الفلسطينيين بدون شروط مسبقة. وأضاف فالس: "التفاوض المباشر اليوم بين إسرائيل والفلسطينيين هو صعب، إسرائيل ما زالت تبني المستوطنات والتوتر يتواصل، ولذلك على المجتمع الدولي أن يأخذ دوره".
وشكك رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو بعد لقائه مع وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو الأحد الماضي في "حياد" فرنسا إزاء مبادرة السلام مع الفلسطينيين إثر تصويت باريس مؤخرًا على قرار لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو).
وقال نتنياهو في بدء الاجتماع الأسبوعي لحكومته "قلت لوزير الخارجية الفرنسي إن القرار الفاضح الذي تم اعتماده في اليونيسكو بدعم من فرنسا، والذي لا يعترف بعلاقة الشعب اليهودي بجبل الهيكل الممتدة لآلاف السنين، يلقي بظلاله على حياد فرنسا في المؤتمر الذي تحاول عقده"، في إشارة إلى تصويت فرنسا على القرار الذي تبنته اليونيسكو في نيسان/أبريل الماضي.
من جانبها، أكدت مصادر فرنسية ترافق إيرولت أن وزير الخارجية الفرنسي سعى خلال لقائه نتانياهو إلى "تبديد سوء التفاهم". ونقلت المصادر عن إيرو قوله لنتنياهو إن "الصياغات المؤسفة والمهينة، والتي كان بالإمكان تفاديها أدت إلى سوء تفاهم. فرنسا تأسف لذلك".
وتناول فالس بشكل إيجابي العلاقات الإسرائيلية الفرنسية وقال خلال المقابلة إن اتفاق سلام مع الفلسطينيين يصب في مصلحة كل الأطراف. وأضاف فالس: "المجتمع الدولي يقوم بجهود كبيرة من أجل التوصل إلى سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، سلام يستند على حل الدولتين مع حدود واضحة، وقابلة للحياة، على أن تكون القدس عاصمة للدولتين".
وأضاف فالس إنه يسود العالم حالة من عدم الاستقرار، "إسرائيل تحتاج إلى فرنسا، وهي بحاجة إلى ثقتها وإلى تدخلها". وفي إجابة على سؤال وجه له حول مدى قناعته بأن نتنياهو يسعى إلى حل الدولتين لإنهاء الصراع فأجاب فالس بثقة وقال: "لم لا؟ لما يجب أن أشك بكلامه؟ هذا هو الحل الأفضل".
وأعرب فالس عن إعجابه من الطريقة التي تقوم فيها إسرائيل بمحاربة ما وصفه "الإرهاب"، كما قال إن "معالجة الإرهاب هو من أولويات السياسة الفرنسية."
وأضاف فالس: "لا أنسى أن إسرائيل هي ضحية للإرهاب كما لا أنسى أن الضحايا الأوائل اليوم للإرهاب هم المسلمين من ضحايا داعش والقاعدة. الإرهاب هو عبارة عن وباء". وعندما سئل فالس عن سبب اهتمام فرنسا بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني رغم أن العالم مليء بالصراعات فقال: "فرنسا موجودة في كل قارات العالم".