المصدر / وكالات
تظهر استطلاعات الرأي تقدما كبيرا في شعبية دونالد ترامب مؤخرا، بحيث أصبح المرشح الجمهوري يقارب منافسته الديمقراطية المتوقعة هيلاري كلينتون في الشعبية، بل ويتساوى معها في استطلاعين وطنيين صدرا خلال الأيام الماضية. فهل النتائج هذه دليل لمستقبل السباق، أم هي مجرد شعبية عابرة؟.
لماذا تظهر استطلاعات الرأي تقدما كبيرا لترامب خلال الشهر الحالي؟
أهم سبب يفسر تقدم ترامب الآن هو أنه تمكن من هزيمة منافسيه الجمهوريين جون كيسيك وتيد كروز وأصبح مرشح الحزب، في الوقت الذي لا زالت فيه هيلاري كلينتون تتنافس مع بيرني ساندرز الذي لم ينسحب بعد.
فالمشرعون الجمهوريون والناخبون الجمهوريون الآن في صدد الالتفاف حول مرشحهم في الوقت الذي لا يزال الحزب الديمقراطي يعاني فيه من الانقسامات.
المراقبون يتوقعون زيادة في شعبية كلينتون عندما تحصل على الترشيح. الموقع الإخباري "ان بي ار" يشير إلى تقدم مرشح الحزب الجمهوري جون مكيين على أوباما بعد حصول مكيين على الترشيح عام 2008، لكن هذه الأرقام تغيرت بعد حصول أوباما على الترشيح وتغلبه على كلينتون.
ما أهمية الاستطلاعات على المستوى الوطني؟
الانتخابات الأميركية تجرى على أساس ما يسمى "بالكلية الانتخابية". أي، كل ولاية تحظى بعدد معين من الأصوات بناء على عدد السكان، ويحظى المرشح على جميع أصوات الولاية التي يحظى بأكثرية أصوات سكانها.
والمرشح القادر على الفوز بـ 270 صوتا يحظى بالرئاسة. هناك ولايات مضمونة (تاريخيا) للديمقراطيين مثل كاليفورنيا، وولايات مضمونة للجمهوريين مثل تكساس.
واستطلاعات الرأي في هذه الولايات غير مفيدة والأهم هو الاستطلاعات في ولايات متأرجحة ومكتظة بعدد سكانها، مثل بنسلفانيا وفلوريدا وأوهايو و فرجينيا. استطلاعات الرأي تقرب كلينتون وترامب في هذه الولايات لكن حتى لو فاز ترامب في جميع الولايات التي حظي بها المرشح الجمهوري السابق ميت رومني عام 2012 بالإضافة إلى 3 من الولايات المذكورة سابقا مثلا، بنسلفانيا و فلوريدا و فرجينيا- فهو لن يحظى بالعدد الكافي من الأصوات للحصول على المئتين والسبعين صوتا الضرورية.
بالإضافة الى هذا، تشير صحيفة “ذا هيل” الى عدد من الولايات التي تصوت تقليديا للجمهوريين والتي قد تصبح من الولايات المتأرجحة حسب الاستطلاعات الحالية، مثل اريزونا وجورجا.
لكن ما دقة الاستطلاعات في هذه المرحلة من السباق؟
الاستطلاعات في أقل مستوى من الدقة لها في هذه المرحلة من السباق، والمرشحون يعلمون ذلك. وقالت هيلاري كلينتون في مقابلة مع قناة "إن بي سي" الاستطلاعات في هذه المرحلة لا تعني أي شيء، ويعلم الشعب الأميركي ذلك فهم يعرفون أن استطلاعات اليوم غير قادرة على تحليل ما سيحصل في الخريف.
تؤكد استطلاعات نشرت عام 1988 والتي كانت أظهرت تقدم المرشح الديمقراطي مايكل ديكاكوس على المرشح الجمهوري جورج بوش بعشر نقاط والنتيجة كانت فوز جورج بوش في أربعين من بين خمسين ولاية أميركية.