المصدر / وكالات
بدأت السعودية تتخلى تدريجياً عن حليفها التقليدي في لبنان سعد الحريري وسط معلومات عن تحالف وشيك بين الرياض وفؤاد السنيورة الذي يبدو أن نفوذه قد توسع في الشارع السني اللبناني على حساب تراجع الحريري، فيما تتواتر العديد من الإشارات والدلائل على أن الرياض لم تعد تدعم حليفها التقليدي في لبنان سعد الحريري.
وقال مصدر لبناني مطلع " إن الدعم السعودي للحريري تراجع بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة بعد أن باتت المملكة تفضل أن يتولى رئيس الكتلة البرلمانية لتيار المستقبل فؤاد السنيورة قيادة التيار ورعاية المصالح السعودية في لبنان بدلاً من الحريري الذي لم ينجح في الكثير من المهام بما فيها التصدي لتوسع حزب الله داخليا في لبنان.
وترى السعودية أن الحريري فشل في قيادة التيار السني في لبنان، وفشل في التصدي لحزب الله الموالي لايران، كما أنها تأخذ على الحريري أنه يقضي أغلب وقته خارح لبنان، ولم يعد له صوت مسموع في الوسط السني اللبناني.
ويشير المصدر إلى أن الحريري الذي تعاني شركاته من مديونيات ضخمة بات مديناً أيضاً لأبوظبي بأكثر من 500 مليون دولار ويسعى لسداد هذا الدين من الدعم السعودي، إلا أن الرياض ترفض الاستجابة لذلك.
وتأتي المعلومات التي كشفها المصدر اللبناني لــ"عربي21" متزامنة مع العديد من المؤشرات التي توحي بأن السعودية ترغب في تقليص دعمها للحريري، ومن بين هذه المؤشرات الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها شركة "سعودي أوجيه" والتي اضطرتها للتخلف عن سداد الكثير من المستحقات المالية المترتبة عليها، بما في ذلك رواتب موظفيها وعمالها، وهي الأزمة التي نتجت عن رفض الحكومة السعودية سداد الأموال المترتبة، بحسب ما تقول الشركة، وهو الأمر الذي نفاه ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وأصبحت شركة "سعودي أوجيه" المملوكة للحريري على وشك الإفلاس بعد أن رفع مئات العاملين فيها دعاوى قضائية يطالبون فيها بحقوقهم، فيما قالت جريدة "الأخبار" اللبنانية في تقرير لها إن الشركة أصبحت مثقلة بديون تزيد قيمتها عن 3.5 مليارات دولار أمريكي، فيما تقوم عائلة الحريري ببيع ممتلكات وأصول وعقارات في محاولة لإنقاذ الشركة من الانهيار الكامل.
وكانت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية سألت الأمير محمد بن سلمان عن "سعودي أوجيه" المملوكة للحريري وعن الادعاء بأن الحكومة لم تسدد الدفعات المترتبة عليها للشركة فأجاب: "سددنا لهم العديد من الدفعات، لكن هناك ديون لهم وديون عليهم مع السعودية، لذا بمجرد تحويل الأموال إلى حساباتهم البنكية، فإن البنك يسحبها"، وأضاف: "سعودي أوجيه لا تستطيع تغطية تكاليف العمالة لديها، وهذه ليست مشكلتنا، إنها مشكلتهم. العقد بيننا وبين سعودي أوجيه سوف نحترمه، لكن إذا قام البنك بسحب دفعاتنا و"سعودي أوجيه" لا يستطيعون الدفع للمتعاقدين معهم ولعمالهم، فهذه مشكلتهم"، وهي الإجابة التي كانت واضحة المضمون تماماً ومفادها أن الحكومة السعودية لن تتدخل لإنقاذ إمبراطورية الحريري التي تتهاوى.
وبحسب المصدر الذي تحدث لــ"عربي21" فإن الرياض باتت تميل إلى دعم السنيورة والتعامل معه على أنه الحليف الوحيد في لبنان، بدلاً من الحريري الذي فشل في تقديم خدماته للسعودية.