المصدر / وكالات
قال الكاتب بول بيلار في مقال بمجلة ذا ناشونال إنترست الأميركية إن الولايات المتحدة بدأت تتورط بشكل متزايد في الحرب التي تعصف بسوريا منذ سنوات، وأشار إلى أن الجنود الأميركيين ارتدوا شارات فصائل كردية أثارت غضبا تركيا.
وأوضح أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما سبق أن أرسلت خمسين عسكريا إلى سوريا، وقالت إنهم لن يشتركوا في القتال مباشرة، لكن عدد العسكريين الأميركيين سرعان ما ارتفع ليصل إلى ثلاثمائة الشهر الماضي.
وأضاف أنه صار يصعب تصديق التصريحات الأميركية التي تقول إن الجنود الأميركيين لن يتورطوا في القتال مباشرة في سوريا، خاصة أن بعضهم ارتدى أخيرا شارات عسكرية خاصة تعود إلى وحدات حماية الشعب الكردية التي تقاتل ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شمالي سوريا.
ونسب بيلار إلى متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) القول إن قوات العمليات الخاصة عادة تفعل ما بوسعها لتنسجم مع البيئة الجديدة عندما تعمل في مناطق معينة، وذلك لتعزيز الأمن والحماية الخاصة بها.
وقال إن مسؤولا عسكريا أميركيا آخر قدّم تبريرا مختلفا عندما قال إن من عادة القوات الأميركية الخاصة تبادل الشارات مع نظرائها في العمليات الخاصة، وذلك من أجل بناء الثقة المتبادلة، وأن هذا يعد قرارا تكتيكيا ولا يعكس سياسة الحكومة الأميركية بالضرورة.
غضب تركي
وأضاف الكاتب أن متحدثا أميركيا ثالثا صرح من بغداد بأن ارتداء الجنود الأميركيين لشارات وحدات حماية الشعب الكردية يعد عملا غير مخول وأنه تم تصحيح هذا الإجراء الخاطئ من طرف الجنود الأميركيين.
وقال الكاتب إن ما فعلته القوات الأميركية في سوريا لم يرق للأتراك، وأن مسؤولين أتراكا عبروا عن غضبهم إزاء ارتداء الجنود الأميركيين لشارات وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لـحزب العمال الكردستاني، وهو الحزب الذي يشن حملة مسلحة ضد تركيا منذ سنين.
من جانبه، رد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو على تفسيرات البنتاغون غاضبا وساخرا بالقول إنه إذا كان الجنود الأميركيون يرتدون هذه الشارات من باب الأمن والحماية، فإننا ننصحهم بارتداء شارات تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وتنظيم القاعدة إذا كانوا منتشرين في سوريا، وأن يرتدوا شارات بوكو حرام إذا ذهبوا إلىأفريقيا.
وأضاف الكاتب أن ما قامت به القوات الأميركية في سوريا يدل على أن الولايات المتحدة تخضع نفسها لإرادة أطراف في النزاعات المحلية، خاصة في حرب أهلية في سوريا تتسم بالتعقيد والفوضى.
من جانبها، أشارت مجلة فورين بوليسي الأميركية إلى غضب المسؤولين الأتراك الذي أثاره ارتداء القوات الأميركية لشارات وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، مما جعل وزير الخارجية التركي يقول: "فليضع الجنود الأميركيون رايات تنظيم الدولة على أكمامهم".