المصدر / وكالات
بعد قصة مكافأة الأسد لأنصاره بساعة حائط، تكريماً لهم على دعمهم له والقتال معه ضد بقية الشعب السوري، بلغ نظام الأسد حداً من الاستهتار بأنصاره واحتقارهم، وصل إلى درجة رمي جثث قتلى تفجيرات الساحل الأخيرة، في ساحات المستشفيات، ووضع المصابين والجرحى وجثث أنصاره إلى جانب "القذارة" التي "تملأ المكان"، كما ورد في شهادة من قلب البيئة الموالية للنظام نفسه.
ولمّا جاءت الشهادة، من داخل البيئة الحاضنة، لم تتأخر أجهزة أمن النظام باستدعاء الشاهد والتحقيق معه على فعلته!
فهذا الرجل الظاهر في الصورة، وهو يتسلم جائزة تقدير من أسماء الأخرس زوجة رئيس النظام السوري بشار الأسد، ويظهر على وسائل الإعلام التابعة له دائماً، وتستقبله الأخرس بشكل متواصل، ويدعى وسام الطير، استُدعي للتحقيق في محافظة اللاذقية السورية، من قبل ضابط استخباراتي يشرف على أمن "المستشفى الوطني" في المحافظة، بعدما اشتبك الطير لفظياً، مع موظفي المستشفى، ووصفه للمستشفى بالمَسْلخ.
وكان وسام الطير قد قام بزيارة الى مستشفيات اللاذقية وجبلة وطرطوس، بعد التفجيرات التي ضربت الساحل في الثالث والعشرين من الجاري، كما قال في منشور له على صفحته بتاريخ الخامس والعشرين من الشهر الحالي، قاصداً، على حد قوله، زيارة بعض أقربائه الذين أصيبوا بالتفجيرات.
الطير كتب شهادة عن ما رآه، في منشوره، وكشف فيه عن مشاهد مقززة لكيفية تعامل الكادر الطبي. ومما قاله إنه رأى عسكرياً "يتوسل ممرضة أن تأتي له بقطن طبي، فتقول له الممرضة: اذهب واشتري من الصيدلية". وتحدث عن جثث قتلى تفجيرات الساحل الأخيرة بأنها "مرمية في الساحة". وتحدث عن "قذارة في كل زاوية من المستشفى". ونقل مشاهد للمصابين الذين يتوسل ذووهم للأطباء كي يقدموا لهم أي علاج.
ثم ختم منشوره بقوله: "لا سامح الله من وضع هكذا إدارة لهكذا مستشفى". ثم تقدم الرجل بشكوى حملت كل ما رآه بعد أن اتصل بوزارة الصحة، على حد قوله. فعلم ضابط الأمن بهذا الاتصال، فاستدعاه للتحقيق بتهمة التهجم على الكادر الطبي!
وبعد انتهاء التحقيق وإدلاء "المتّهم" بأقواله وشهادته، سمح له الضابط المسؤول بالذهاب.
وأول تعليق جاء رد فعل على استدعائه، برأي مراقبين، حمل أزمة البيئة الحاضنة لنظام الأسد دفعة واحدة، والتعليق يقول: "بعد عشرات آلاف القتلى، لا تنتظروا إسقاط النظام من بيئته الحاضنة في الساحل السوري، إذا كان مجرد انتقاد كادر طبي في مستشفى يؤدي الى التحقيق مع صاحبه؟" ويختم التعليق بقوله: "لأسباب معقدة، لا أمل!".
يشار إلى أن الطير، هذا، يعتبر من "الكتلة الموالية" لنظام الأسد في الإعلام الإلكتروني، ويمتلك العديد من الصفحات الإخبارية الفيسبوكية، ولأجل هذا تستقبله زوجة الأسد أسماء الأخرس على الدوام، وتتوجه إليه بعبارات الشكر على وسائل الإعلام.
ويذكر في هذا السياق، أن ظاهرة اختفاء الجثث التي سقطت في تفجيرات الساحل الأخيرة، لا زالت مستمرة، ولا تزال هناك جثث قيد الاختفاء مع العلم أنها قد سلّمت رسميا إلى جهات طبية ومستشفيات حكومية.