المصدر / وكالات
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن أحدث تداعيات تسريبات وثائق بنما تمثلت في انضمام سيريلانكا وزيمبابوي وجنوب إفريقيا إلى قائمة متزايدة من الدول التي تلاحق المتهربين من الضراب بين مواطنيها، الذين يملكون حسابات خارجية، في الوقت الذي اغلق فيه بنك بي إن بى باريبا فرعه فى جزر كايمان، بينما في باكستان اعترف لاعب كريكيت تحول لسياسي بعدما هاجم رئيس الوزراء لاستخدام عائلته حسابات خارجية أنه هو أيضا قام باستخدام شركة خارجية لإخفاء عدد من حساباته السرية.
في الوقت ذاته اتفقت الدول الصناعية السبع الكبرى المجتمعة فى اليابان على تضييق الخناق على الأموال غير الشرعية.
وقالت "نيويورك تايمز" إن تأثير الكشف عن عالم التمويل والحسابات الخارجية ضخمة للغاية، خاصة في ظل توقعات بأن آفاق الإصلاح على الأمد الطويل لازالت غير مؤكدة.
وقال جابرييل زوكمان ، الخبير الاقتصادي في جامعة كاليفورنيا "رد الفعل على الوثائق فى جميع انحاء العالم كان مذهلا، الطلب على الشفافية المالية والإصلاح الضريبي ينمو، هذه المرة الأولى التي تكون هناك حالة من الغضب على المستوى الشعبي بشأن مثل هذه القضايا".
وقالت "نيويورك تايمز" إن الكشف الذي جاء نتيجة تسريبات مجهولة تضمن 11.5 مليون وثيقة، من مكتب المحاماة البنمى موساك فونسيكا كان أحدث وأكبر حدث في سلسلة من التسريبات الضخمة التي كشفت على نطاق واسع أسرار للحكومات والشركات الأمر الذي تحول لظاهرة معدية من غير المرجح ان تنتهي.
وأضافت الصحيفة ان البداية كانت في عام 2010، عندما قام محلل فى جهاز الاستخبارات الأمريكي بالعراق بنسخ آلاف الملفات السرية على سى دى وقدمها لمؤسسة ويكيليكس، مما أشار إلى انه من الواضح ان التكنولوجيا أحدثت ثورة في عالم التسريبات. بعد ذلك جاء دور الجندي الأمريكي برادلى مانينغ الذي سرب مئات الآلاف من البرقيات الدبلوماسية والتقارير الميدانية العسكرية. وفى عام 2013 قام إدوارد جى سنودن، ملهما بما فعله مانينج بتسريب عدد من وثائق الأمن القومي الأمريكي السرية للغاية لعدد من الصحفيين. ثم جاءت وثائق بنما تكمل السلسلة، حيث قال مسربها الغير معروف اسمه حتى الآن إنه استلهم ما فعله سنودان واصفا إياه بأنه "بطل".
وقال تريفور تيم المدير التنفيذي للحريات في مؤسسة الصحافة والتي تدعم ما تطلق عليه صحافة الشفافية إن كل تسريب ألهم التسريب الذى يليه.
وأضاف تيم " خصوصا وثائق بنما، اعتقد ان هذا سيصير اتجاها من الآن، حينما يرى الأشخاص داخل المؤسسات تأثير التسريبات، فإنهم يمكن ان يعتبروا ذلك مثالا على ما يجب ان يفعلوه".