المصدر / وكالات
تحدثت "العربية.نت" إلى شيخ أميركي عاش في 3 دول عربية، وانتدبوه ليقيم صلاة الميت هذا الخميس على الملاكم محمد علي قبل دفنه في اليوم التالي بمقبرة شهيرة في مدينة "لويفيل" بولاية كنتاكي، حيث ولد أسطورة الملاكمة قبل 74 سنة وأقام معظم حياته، فذكر الإمام زيد سليم شاكر أنه سيقيمها في قاعة تابعة لشبكة مطاعم "كنتاكي تشيكن" لوجبات الدجاج السريعة بالمدينة "لأن أي مسجد لن يسع 18 ألفا حجزوا أماكنهم سلفا للمشاركة فيها" طبقا لما شرح عبر الهاتف.
الشيخ زيد، هو المستشار الديني لمحمد علي وعائلته منذ تعرف إليه قبل 6 سنوات، وهو ملم بلغة الضاد، يلفظها كما العرب، لأنه أقام 7 سنوات بسوريا، حيث درس العلوم الإسلامية وتخرج من أحد مجامعها، إضافة لإقامته سنة بالقاهرة، درس أثناءها العربية أيضا، وأقل منها قليلا بالمغرب، وهو أميركي من السود "المطعّمين" بأصل إيرلندي، ولد في 1956 باسم Ricky Daryl Mitchell في مدينة "بيركلي" بولاية كاليفورنيا، وحين اعتنق الإسلام بعمر 21 في 1977 غيّر اسمه إلى زيد سليم شاكر، وكان لا يزال يومها مجندا بسلاح الجو الأميركي.
مع أبويه الراحلين وشقيقه الوحيد رحمان، والصورة الوحيدة التي عثرت عليها العربية.نت له مع الامام زيد
ذكر الإمام زيد أيضا، أن جنازة محمد علي ستجري بعد إقامة صلاة الميت عليه بقاعة Freedom Hall التابعة لشبكة وجبات "كنتاكي" الدجاجية السريعة في لويفيل. أما دفنه فسيتم صباح الجمعة بالقسم الإسلامي من مقبرة Cave Hill في المدينة، بحضور الرئيس الأميركي الأسبق، بيل كلينتون "المقرر أن يلقي خطاب التأبين عمن كان سفيرا للإسلام الوسطي في العالم" في إشارة منه الى محمد علي.
الإمام زيد سليم شاكر
كلينتون وأردوغان بين المؤبنين
وبين أبرز الحاضرين، إضافة للممثل الكوميدي بيلي كريستال والصحافي الرياضي براينت غومبل، سيكون الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأكد حضوره للتأبين بوب غونيل، الناطق باسم عائلة الملاكم. لكنه لم يؤكد ما اكتظت به مواقع التواصل من شائعات بلا سند، وهو حضور الرئيس أوباما، الذي قد يفاجئ ربما ويحضر ليكون على رأس المؤبنين لأفضل ملاكم عرفته اللعبة بتاريخها.
يصلي قبل مؤتمر صحافي، وأصوات بدأت ترتفع في أميركا لوضع صورة الملاكم الأسطورة على الدولار
وأكد الإمام أن قبر الملاكم لن يكون قرب القبر المشترك لوالديه المدفونين بمقبرة Green Meadows Memorial البعيدة 23 كيلومترا عن التي ستكون مثواه الأخير، علما أن شقيقه الوحيد، واسمه رودولف قبل تغييره الى رحمان عند اعتناقه للإسلام، ذكر في 2013 لصحيفة "صن" البريطانية، أن محمد علي أوصاه بدفنه قرب قبرهما إذا ما توفي قبله، وأن يحفروا على شاهد قبره عبارات للقسيس الأميركي الراحل في 1968 قتيلاً، مارتن لوثر كينغ، وفيها يقول: "حاولت أن أحب أحداً. أن أحب الإنسانية وأخدمها. حاولت فعلاً أن أطعم الجياع وأكسوا العراة" لكن الشيخ زيد قال إن العبارات وحفرها ليست من مهمته.
كما قال الشيخ زيد إن ميراث الملاكم ليس من شأنه أيضا، ليتحدث عن توزيعه بين أبنائه التسعة طبقا للشريعة الإسلامية، وشرح عبر الهاتف مع "العربية.نت" أن قضية الميراث من شأن القضاء الأميركي "وأنا لا أجيب على أسئلة من هذا النوع" وفق تعبيره.
"واحدا من 9 شخصيات مسلمة تأثيرا في الغرب"
وعن اختياره لاسم زيد سليم شاكر بعد اعتناقه للدين الحنيف، ذكر الشيخ المعتبر "واحدا من 9 شخصيات مسلمة تأثيرا في الغرب" طبقا لما صنفته به صحيفة "نيويورك تايمز" بتقريرين لها عنه حتى الآن، أنه استمده من الكتاب الكريم "فزيد وشاكر هما من "لئن شكرتم لأزيدنكم" وهي بعض الآية 7 من "سورة ابراهيم" بالقرآن.
مع والديه كاسيوس وأوديسا، وصورة لقبرهما بمقبرة مختلفة عن التي سيوارى فيها الثرى يوم الجمعة
أما سليم "فوارد مرتين أيضا بالقرآن" في إشارة الى آيات 87 و88 و89 من سورة "الشعراء، وفيها أنزل الوحي ما دعا به النبي ابراهيم ربه، حين قال: ولا تخزني يوم يبعثون. يوم لا ينفع مال ولا بنون. إلا من أتى الله بقلب سليم". كما ورد "وإن من شيعته لإبراهيم. إذ جاء ربه بقلب سليم" وهما الآيتان 83 و84 من "سورة الصافات" في القرآن.
كما المعروف عن الإمام، الحاصل على ماجستير بالعلوم السياسية من "جامعة روتجرز" وبكالوريوس شرفي من "جامعة واشنطن" بالعلاقات الدولية، وبعدهما في 2001 تخرج بدراسة العلوم الإسلامية من مجمع "أبو النور" بدمشق، أنه أسس في 2009 مع الباحث الإسلامي الشيخ حمزة يوسف هانسن والأستاذ في "جامعة بركلي" الدكتور حاتم بازيان، ما سموه "كلية الزيتونة" في مدينة Berkeley بكاليفورنيا، وهي بحسب ما طالعت "العربية.نت" في موقعها، مؤسسة تعليمية غير ربحية، وتسعى لإحياء وتعزيز الفكر الإسلامي الوسطي في الغرب، ويعتبرون مستواها التعليمي بين الأرقى في الولايات المتحدة.