المصدر / غربة نيوز

منظمات الإغاثة تفقد القدرة على إنقاذ أرواح الأطفال في غزة

حذّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من التدهور الخطير في الأوضاع الصحية بقطاع غزة، نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلي وتداعيات الحرب، مؤكدة أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة شهد ارتفاعًا كبيرًا خلال الفترة بين مارس ويونيو الماضيين.

وأوضحت الوكالة أنها أجرت ما يقارب 74 ألف فحص طبي للأطفال خلال هذه الفترة، وتبين وجود نحو 5500 حالة من سوء التغذية الحاد، بالإضافة إلى أكثر من 800 حالة مصابة بمضاعفات أشد خطورة. وأكدت الأونروا أنها قدّمت العلاج لأكثر من 3500 طفل منذ بداية العام، إلى جانب تقديم أكثر من 9 ملايين استشارة طبية، بمعدل 15 ألف استشارة يوميًا.

وأشارت إلى أن تقديم هذه الخدمات أصبح أكثر صعوبة في ظل استمرار الحرب والإغلاق، خاصة أن 188 منشأة تابعة لها تقع في مناطق مصنفة عسكرية أو خاضعة لأوامر إخلاء. وأضافت أن عدد المراكز الصحية العاملة انخفض إلى ست فقط، بجانب 22 نقطة طبية و22 نقطة متنقلة، وجميعها تعاني من نقص حاد في المستلزمات الطبية، حيث نفد أكثر من 57% من الأدوية الضرورية.

وأكدت الوكالة أن الأطفال يفقدون حياتهم لغياب العلاجات الأساسية، حيث لم تعد متوفرة أدوية الضغط والمضادات الحيوية والعلاجات الجلدية وأدوية العيون والطفيليات والفطريات، مما يعمّق من حجم الكارثة الصحية.

كما حذّرت الأونروا من أزمة متفاقمة في المياه، مشيرة إلى أن بئرين فقط من أصل عشرة آبار رئيسية ما زالا يعملان، إلى جانب 41 بئراً صغيراً داخل الملاجئ، محذّرة من أن خدمات الإنقاذ والمياه قد تتوقف كليًا بسبب القيود المفروضة على دخول الوقود.

وكانت الوكالة قد اضطرت قبل شهرين إلى وقف خدمات المياه والصرف الصحي لنحو 25 ألف نازح في شمال القطاع، نتيجة الأوامر العسكرية الإسرائيلية بالإخلاء.

من جهة أخرى، أعرب عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي للأونروا في غزة، عن رفضه التام لما وصفه بمخطط إسرائيلي يهدف إلى إقامة مدينة إنسانية في جنوب القطاع، قائلاً إن هذا المشروع يمثل محاولة لإنشاء معسكرات اعتقال جماعية للفلسطينيين، تمهيدًا لتهجيرهم قسرًا من أرضهم.

وأضاف أن هذه الخطة ليست جديدة، لكنها اليوم تُطرح بشكل معلن، في ظل استمرار الضغوط الهائلة على سكان غزة من خلال الحصار وانهيار الخدمات، بما فيها الرعاية الصحية والمياه والوقود، لدفعهم إلى النزوح الطوعي. واعتبر أن ما يحدث هو تنفيذ تدريجي لمخطط تهجير شامل، محذرًا من كارثة إنسانية في منطقة لا تتجاوز مساحتها 60 كيلومترًا مربعًا ولا يمكن أن تستوعب مليوني فلسطيني، في ظل غياب كامل لمقومات الحياة.