المصدر / القاهرة: غربة ينوز
شهد مجلس الأمن الدولي لحظات إنسانية مؤلمة خلال جلسته المخصصة لمناقشة الأوضاع المتدهورة في قطاع غزة، عندما لم يتمالك مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، دموعه، وانخرط في نوبة بكاء أثناء إلقاء كلمته، متأثرًا بصور الضحايا الفلسطينيين، خاصة الأطفال منهم.
السفير الفلسطيني، الذي بدا مثقلاً بالوجع، قال في كلمته:
"صور الأمهات وهن يحتضن أجساد أطفالهن الساكنة، يمسحن على رؤوسهم، يتحدثن إليهم، ويعتذرن لهم... هذه صور لا تُحتمل. لدي أطفال وأعلم ما يعنيه الأحفاد لعائلاتهم. أن يُفرض هذا الوضع على الفلسطينيين، دون أن تتحرك القلوب لفعل شيء، يفوق قدرة البشر على التحمل."
وأضاف منصور، في مشهد صامت لكنه صادم لأعضاء المجلس:
"النار والجوع يلتهمان أطفال فلسطين. لا نريد أن يعيش أطفالنا هذه المأساة، وهذه الوحشية التي تُمارس من قبل من يزعمون أنهم يحاربون الهمجية."
الموقف لم يكن أقل ألمًا مع مداخلة السفير الجزائري لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، الذي سرد قصصًا مأساوية من واقع غزة، ورفع صورًا لضحايا العدوان تعكس حجم الفظائع والانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون. تأثر السفير الجزائري بالكلمات والصور التي عرضها، وتوقف للحظات وهو يحاول استعادة تماسكه وسط مشاعر الحزن التي خيمت على القاعة.
جلسة مجلس الأمن هذه لم تكن فقط مناسبة دبلوماسية، بل تحولت إلى منصة لبث الوجع الفلسطيني، في وقت تتواصل فيه المعاناة اليومية داخل القطاع، حيث الجوع، والموت، والخوف، والخذلان الدولي.
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم، أن حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023 ارتفعت إلى 54,249 شهيدًا، فيما بلغ عدد المصابين 123,492 جريحًا، في حصيلة كارثية تعكس حجم المجازر والدمار الذي لحق بالقطاع المحاصر.
وتشير هذه الأرقام إلى تصاعد غير مسبوق في أعداد الضحايا، في ظل استمرار العمليات العسكرية واستهداف الأحياء السكنية والبنية التحتية والمنشآت الصحية، وسط تدهور شديد في الأوضاع الإنسانية والصحية.
الوزارة أوضحت أن هذه الحصيلة لا تشمل بعد عددًا من الضحايا الذين ما زالوا تحت الأنقاض، في ظل صعوبة وصول فرق الإنقاذ إلى المناطق المستهدفة بسبب القصف المتواصل ونقص المعدات.
ويأتي هذا الإعلان في وقت تتزايد فيه النداءات الدولية لوقف إطلاق النار وتوفير ممرات إنسانية عاجلة، وسط تحذيرات أممية من أن غزة تشهد واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الخميس، أن حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ استئناف القتال في 18 مارس الماضي، ارتفعت إلى 3,986 شهيدًا، بالإضافة إلى 11,451 مصابًا، في تصعيد متواصل يُفاقم من الكارثة الإنسانية في القطاع المحاصر.
وفي حصيلة يومية مأساوية، أوضحت الوزارة أن الساعات الأربع والعشرين الماضية شهدت ارتقاء 67 شهيدًا، وإصابة 179 مواطنًا فلسطينيًا، نتيجة الغارات الإسرائيلية والقصف المستمر الذي يستهدف مختلف مناطق قطاع غزة، دون تمييز بين المدنيين والمسلحين.
وتأتي هذه الأرقام ضمن الحصيلة الإجمالية للعدوان المستمر منذ 7 أكتوبر 2023، والتي وصلت وفقًا للوزارة إلى 54,249 شهيدًا و123,492 مصابًا، في ظل تدهور حاد في الخدمات الصحية، ونقص خطير في المستلزمات الطبية، ودمار واسع للمستشفيات ومراكز الإسعاف.
الوزارة جددت تحذيرها من الانهيار الكامل للقطاع الصحي، في ظل تصاعد الهجمات، وعرقلة دخول المساعدات، وسط صمت دولي تجاه الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن.